بيروت - لبنان

اخر الأخبار

18 كانون الأول 2017 12:31ص أبو ثريا بطل من شعب الجبارين..

حجم الخط
إبراهيم أبو ثريا بطل جديد من أبطال شعب الجبارين، يروي بدمائه الزكية أرض فلسطين.
بطولات الفلسطينيين المدنيين، العزّل من السلاح، هي أكثر من أن تُختصر بمثل هذه العجالة، ولعل جمعها وتوثيقها يحتاج إلى مجلدات تُكتب صفحاتها بماء الذهب، لتكون بمستوى تضحيات وشجاعة الشهداء الأشاوس.
إبراهيم أبو ثريا، الشاب ابن الواحد والثلاثين ربيعاً، لم تقعده خسارة قدميه في مواجهة سابقة مع جنود الاحتلال الوحشي، فنزل مع الآلاف من شباب فلسطين وشيبها، ومثلهم من النساء والأطفال، الذين هبّوا للدفاع عن القدس، والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة من تداعيات القرار الأميركي الغادر بنقل السفارة  الأميركية الى المدينة المقدسة، واعتبارها عاصمة الدولة الصهيونية.
انضم إبراهيم إلى الانتفاضة الثالثة، وهو على كرسيه المتحرّك، ويزحف على الأرض لمواجهة صلف جنود الاحتلال ووحشيتهم، ويجبل بدمه الطاهر تراب الوطن، الذي نذر حياته دفاعاً عنه حتى الشهادة.
افتقاده لساقيه لم يمنعه من تسلق أحد الأعمدة لرفع علم فلسطين عالياً، فاصطادته رصاصة الاحتلال برأسه، فخرّ من علو شهيداً على أرض القدس.
لم ينتظر البطل القرار الخجول من الجامعة العربية، ولم يراهن على بيان القمة الإسلامية في أسطنبول، ولم يعتدّ بمناقشات مجلس الأمن الملتوية، لأن قراره كان واضحاً قبل أن يبلغ العشرين من عمره، ويفقد ساقيه: المعركة مع العدو مستمرة حتى النصر.. أو الشهادة!
ولكن في زمن التخاذل العربي، والتشتت الإسلامي، واختلال القيم في عواصم القرار الدولي، تبدو الشهادة أقرب من النصر... ومع ذلك ينتفض مرّة ثالثة شعب الجبارين في وجه أعتى ترسانة عسكرية في الشرق الأوسط ، متسلحاً بإيمانه وعقيدته، ومتمسكاً بحقه المشروع في إقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.
«من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلا».