بيروت - لبنان

اخر الأخبار

14 تموز 2021 07:10ص أحداث أمنية تخرج عن السيطرة..؟

حجم الخط
عودة الحرارة إلى الشارع عشية الذكرى الأولى لكارثة المرفأ، تبقى أمراً طبيعياً بعد مرور سنة سوداء كرّست فشل المنظومة الحاكمة في إدارة شؤون البلاد والعباد، وفضحت عجزها المخجل عن تشكيل «حكومة مهمة»، أضحت أكثر من ضرورة داخلية، وهي مطلب إجماع عربي ودولي.

تحركات أهالي شهداء المرفأ وعائلاتهم هي باكورة الحراك الساخن الذي من المتوقع أن يُلهب الشارع من جديد، ويُهدد بإندلاع مواجهات وأحداث أمنية، قد تخرج عن السيطرة، خاصة بعد استفحال الأزمات المعيشية والاجتماعية على إيقاع الإنهيارات المتلاحقة في مختلف القطاعات، وخاصة على الصعيدين النقدي والاقتصادي.

الدولار ضرب سقف العشرين، الكهرباء غارقة في العتمة، المحروقات حرقت أعصاب المواطنين وأخضعتهم لطوابير الإذلال والمهانة، المياه غائرة في فساد السدود وإهتراء محطات التكرير، البطالة تتزايد في صفوف العمال والنخب على السواء، معدلات الهجرة ترتفع يومًا بعد يوم وتطيح بمكانة البلد، الذي كان حتى عهد قريب مستشفى وجامعة ومصرف العرب... وحل القلق والخوف على المستقبل بعد اختفاء السكينة والاطمئنان والازدهار من يوميات اللبنانيين.

ورغم كل هذا المشهد الدرامي المحزن، والذي يُحاكي أبشع السيناريوهات السريالية، ما زالت الطبقة الحاكمة تغط في نوم مفتعل تهرباً من الواقع المرير، وإنكاراً لفداحة المآسي التي تعصف بالبلد في السنوات الأخيرة، من دون أن يتمكن أهل الحل والربط في السلطة من إتخاذ أبسط الخطوات للتخفيف من تداعياتها على الناس، بعدما ثبت عدم قدرتهم على إنقاذ البلد، وإيجاد الحلول الناجعة للمشاكل التي يتخبّط فيها.

وفي ظل غياب الخطاب الوطني الواعي، احتلت المزايدات الطائفية والشعبوية المنابر، وأصبح شعار الدفاع عن حقوق الطائفة، أهم من الحفاظ على مصالح الوطن، وصون وحدة البلاد والعباد.

وتسألون لماذا كل هذا الغليان الذي يهدّد بإندلاع نار الثورة والغضب في مختلف المناطق اللبنانية؟