وصول الرئيس سعد الحريري، خلال الساعات المقبلة، إلى باريس، يُسدل الستار على الفصل الأول من الأزمة السياسية المفتوحة التي داهمت العهد، وهو على عتبة عامه الثاني.
ورغم حراجة الساعات والأيام التي عاشها اللبنانيون طوال أسبوع ونيّف، متتبعين أخبار ونشاط رئيس الحكومة المستقيل، والملابسات التي أحاطت بمكان وزمان الاستقالة غير المسبوقة، فإن قلق الناس يتزايد يوماً بعد يوم، في ظل حالة الضياع والتخبّط التي سادت في البلد، وما تخللها من تركيز متعمّد على شكل الاستقالة وإشكالاته، والإصرار على تجاهل الأسباب والمسببات، التي شكلت لبّ المضمون !
الواقع أن أسباب الاستقالة التي أوردها الرئيس الحريري، أصبحت سقفاً سياسياً لا يستطيع أحد القفز فوقه، خاصة من المرشحين لتشكيل الحكومة العتيدة، سواء أكان الرئيس المستقيل نفسه، أم أي مرشح آخر يحظى بأكثرية الاستشارات النيابية الملزمة لرئيس الجمهورية.
لا شك أن طيّ صفحة الفصل الأوّل من الأزمة، ساعد على تنفيس الاحتقان والتوتر، ولكنه أبقى أبواب التأزم السياسي مفتوحة على أبوابها، بانتظار التوصّل إلى صيغ توافقية مقبولة، أو على الأقل إعادة إنتاج تسوية جدّية، تُراعى فيها أسس التعادل والتوازن، وتكون بعيدة عن محاولات الهيمنة والتفرّد التي مارسها كل من «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» إبان التسوية السابقة، وأدت إلى استقالة رئيس الحكومة وسقوط التفاهمات التي مهدت لانتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية، وأنتجت حكومة سرعان ما فقدت قواعد توازناتها!
فهل يستطيع العهد استعادة التوازن المنشود في الحكومة العتيدة..؟
وهل ستكون الطريق سالكة أمام الرئيس المكلف لتشكيل حكومة قادرة على إجراء الانتخابات في مواعيدها، أم أن الأزمة أطاحت بالانتخابات، وأقفلت منافذ ولادة الحكومة الجديدة؟