بيروت - لبنان

اخر الأخبار

5 تشرين الثاني 2020 06:32ص أميركا بعد ترامب غير ما كانت قبله..!

حجم الخط
من سخرية القدر في هذا الزمن الرديء، أن تنهار القيم الديموقراطية في الأمبراطورية التي تتدعي حماية الحريات والمبادئ الديموقراطية، وتتحوّل الانتخابات الرئاسية فيها، إلى فصل من فصول الاقتراعات الصورية في دول العالم الثالث!

أجواء التنافس المحمومة ليست جديدة في تاريخ الانتخابات الأميركية، ولكن مع كل استحقاق انتخابي تُسجّل التجربة الأميركية تراجعاً وانحداراً، بدأ قبل عشرين عاماً في الصراع الانتخابي بين جورج بوش الإبن، ومنافسه آل غور، وبلغ ذروته في الاستحقاق الحالي، حيث اشتدت التراشقات بالتزوير، والتلاعب بأصوات الناخبين في صناديق البريد، وإخفاء مئات الآلاف من بطاقات الاقتراع، والإعداد المبكر للذهاب إلى المحكمة العليا، مما يعني أن لا نتائج نهائية وشيكة، وبالتالي ستبقى هوية الرئيس الفائز في عالم الغيب، بانتظار القرار الحاسم من المحكمة العليا، والذي قد يتأخر عدة أسابيع، أو بضعة أشهر، في حال العودة إلى فرز مئات الألوف من الأصوات عبر البريد، التي تدور حولها المعركة السياسية حالياً، وتهدد بتكريس الانقسامات العمودية في المجتمع الأميركي.

يحاول البعض أن يُقارن بين الانهيار الديموقراطي الأميركي الحالي، وترنح التجربة الديموقراطية في لبنان على أيدي المنظومة السياسية الفاشلة، ولو من باب الشماتة، بحجة فشل النظام الأميركي في حماية الممارسة الديموقراطية، والحفاظ على قواعد المساواة والعدالة بين المواطنين الأميركيين، والتي تعرضت لاهتزاز كبير في الفترة الأخيرة، بعد الأحداث العنصرية العنيفة التي اندلعت في أكثر من ولاية، إثر مقتل المواطن الأميركي الأسود جورج فلويد على يد أحد رجال الشرطة البيض في مدينة مينيابوليس، ووصلت ارتداداتها إلى واشنطن وكبريات المدن الأميركية الأخرى.

ويُشكل انتشار السلاح بين الأميركيين عشية اليوم الانتخابي الكبير، ليرسم الظل الثاني للواقع اللبناني على المرآة الأميركية، حيث يلعب السلاح في لبنان دوراً مؤثرا في إدارة اللعبة السياسية، ويهدد بإعادة عقارب الساعة إلى زمن الحروب الداخلية.

فهل يكون هذا التوسّع في انتشار السلاح بيد الأميركيين مقدمة لاشتعال حروب داخلية في أكثر من ولاية أميركية؟

أميركا بعد ترامب قد لا تكون هي أميركا التي عرفها العالم قبله، ومنذ أكثر من قرنين من الزمن!