بيروت - لبنان

اخر الأخبار

25 تشرين الثاني 2020 08:13ص أين لبنان من الاعتداءات على السعودية

حجم الخط
الاعتداءات الصاروخية المتكررة على المواقع الحيوية في المملكة العربية السعودية، تتجاوز الإتهامات والإدانات الصريحة للحوثيين، وتكشف عن حجم التورط الإيراني، ليس في حرب اليمن فقط، بل في كل ما يُثير القلاقل والاضطرابات في المنطقة العربية.

لا يمكن التسليم بأن هذه القدرات العسكرية المستخدمة في الاعتداءات الصاروخية هي إمكانيات ذاتية للحوثيين، سواء من حيث كميات ونوعية الأسلحة والتجهيزات المتوافرة، أم بالنسبة لمستوى التدريبات والمهارات في استعمال هذه الأنواع من المعدات المتطورة، ويرى خبراء عسكريون أنها تفوق قدرة الميليشيات الفردية على إستخدامها بمثل هذه الحرفية الظاهرة في قصف مناطق مدنية وأهداف حيوية في المملكة.

وجاءت إدانة الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريس للعدوان الذي إستهدف المنشأة النفطية في جدة قبل يومين، ليضع النقاط فوق حروفها الصحيحة، من خلال تشديده على اعتبار مثل هذه العملية ضد أهداف مدنية جريمة حرب، وتتطلب تحركاً من المجتمع الدولي لوقف هذه الممارسات التي تخرج عن المعايير العسكرية والحربية المتعارف عليها دولياً.

ولكن يبدو أن وزير الخارجية اللبنانية، وكبار المسؤولين معه، يعيشون في كوكب آخر، بتجاهلهم الإعتداء الجديد على المملكة، والهروب من إدانته كما فعل العديد من رؤساء الدول ووزراء الخارجية في العالم، مؤكدين وقوفهم إلى جانب السعودية وحرصها على الحفاظ على الاستقرار في الإقليم، ودورها الناشط في مجموعة «قمة العشرين»، التي ترأس الملك سلمان بن عبد العزيز اجتماعها الأخير مُقدماً دعماً سخياً للجهود العالمية التي تُبذل لمكافحة جائحة الكورونا.

يبدو أن الوزير الهمّام، ومعه المسؤولين الآخرين، لا يريدون أن يعترفوا بأهمية الدعم الذي حظي به لبنان من المملكة طوال عقود من الزمن، حيث كانت القيادة السعودية في مختلف عهودها، تقف إلى جانب الشقيق الأصغر في أزماته وملماته، سواء إبان سنوات الحرب التي انتهت باتفاق الطائف برعاية ملكية سعودية، أو من خلال الهبات والمساعدات لإعادة إعمار ما دمرته الحرب العبثية، أو حتى لإزالة آثار الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على لبنان.

الصمت المريب للحكومة اللبنانية وكبار المسؤولين إزاء الإعتداءات المتكررة على السعودية، يؤكد مرة أخرى خروج لبنان من الصف العربي، وإنحرافه نحو المحور الإيراني، مع كل ما يُسببه هذا الانحراف من أعباء ثقيلة لا قدرة للوطن الصغير على تحملها، كما تثبت الانهيارات المتسارعة التي يتخبّط فيها البلد هذه الأيام!