بيروت - لبنان

اخر الأخبار

19 تشرين الأول 2017 12:05ص إبداع متألق على أجنحة الأرز..

حجم الخط
في عتمة الأوضاع التي تهيمن على البلد، يفتش اللبناني عن لقطة فرح تنسيه معاناة ساعات النهار، والتي غالباً ما تمتد معه إلى ساعات الليل.
طيران الشرق الأوسط تبقى واحدة من محطات الفرح والتفاؤل النادرة هذه الأيام في لبنان!
أولاً، هي قصة نجاح وطني يفتخر بها كل لبناني، رغم ما تتعرّض له بين الفينة والأخرى، من حملات افتراء وتضليل، لغايات في نفس يعقوب لم تعد خافية على أحد.
ومقاييس النجاح لا تقف عند حدود أرقام الأرباح المليونية التي تحققها الشركة الوطنية الكبرى كل سنة، بعدما كادت تسقط في مهاوي الإفلاس والتوقف أواخر التسعينات، قبل أن يتولى إدارتها الشاب الصاعد يومذاك محمد الحوت.
في الارتفاع المطرد لعدد المسافرين نجاح. وفي تكبير الأسطول الجوي وتملك المزيد من الطائرات الجديدة حكاية نجاح، وفي إنجاز أهم مراكز التدريب على الطيران في الشرق الأوسط مرحلة جديدة من النجاحات النوعية التي تحققها إدارة محمد الحوت للميدل ايست.
ولكن النجاح الذي حققه شريط التعليمات الروتينية للرحلة الجوية على متن أجنحة الأرز، يتجاوز المعايير العادية، ويدخل في صميم الأعمال الإبداعية التي تميّز بها لبنانيون كبار في العالم بدءاً من جبران خليل جبران والرحابنة، وصولا إلى كارلوس غصن وإيلي صعب وغيرهم من المبدعين العالميين.
تخال نفسك وأنت تشاهد وتسمع شريط هذه التعليمات المملة عادة، وكأنك أمام مسرح للفولكلور اللبناني، يعج بالألوان البرّاقة، ويخطف انتباهك برشاقة حركات الصبايا والشباب الذين يوصلون لك تنبيهات ربط الحزام ومعابر النجاة وكمامات الأوكسجين، بعبارات رشيقة، سريعة وخفيفة الدم، وسط لقطات مصوّرة لأهم المعالم السياحية اللبنانية، من قلعة بعلبك إلى آثار جبيل مروراً بصخرة الروشة في بيروت.
ثلاث دقائق تمضيها مع هذا الشريط الإبداعي، تنسى خلالها مشاعر الرعب التي كانت تنتاب المسافرين وهم يسمعون تعليمات الطوارئ وساعات الرعب من أصوات خرساء، وحركات بلهاء، وتشعر وكأنك قمت بجولة سياحية ممتعة في بلد السياحة والإبداع، بعيداً عن قرَف السياسة وفسادها!!