بيروت - لبنان

اخر الأخبار

2 آذار 2020 08:03ص إنتخابات إتحاد العائلات والصوت البيروتي الآخر !

حجم الخط
الأجواء التنافسية التي أحاطت بإنتخابات إتحاد العائلات البيروتية، أبرزت مدى الإهتمام البيروتي بهذه المؤسسة الإجتماعية، وضرورة تفعيل دورها في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها البلد، وخاصة بيروت التي يفتقد أهلها إلى أبسط الخدمات الضرورية، فضلاً عن غياب مشاريع التنمية البلدية، وعدم توفير المساعدات اللازمة للعائلات المتعثرة، في ظل الأزمة الإقتصادية والمعيشية الخانقة.

 ورغم أنه ليست المرة الأولى التي تحتدم بها المنافسة في إنتخابات الإتحاد التي تجري كل ثلاث سنوات، إلا أن المعركة الإنتخابية إتخذت هذه المرة طابع المعارضة لإسماع الصوت الآخر في المدينة، بعدما كانت في السابق تجري ضمن مؤيدي الصف السياسي الواحد، وتحت عباءة تيار المستقبل.

 ورغم أن لائحة الرئيس محمد عفيف يموت فازت بكاملها بدعم من تيار المستقبل، وبيت الوسط بشكل خاص، إلا أن الأصوات التي حصلت عليها اللائحة المنافسة وكادت تحقق خرقاً مفاجئاً، كشفت وجود تيار متنامٍ في بيروت متذمر من الواقع السياسي والإجتماعي الراهن، ويسعى إلى إحداث تغيير في البنية السياسية والإجتماعية التي احتكرت تمثيل بيروت في السنوات الماضية، ولم تلبِّ طموحات البيارتة في تنفيذ المشاريع التنموية التي تحتاجها العاصمة، كما سارت في خيارات سياسية، عبر التسوية الرئاسية الشهيرة، لا تنسجم مع مزاج الشارع البيروتي، والتي أثبتت التجربة المريرة أن هذا الخيار لم يكن في محله، ودفع البلد ثمن أخطائه من إستقراره السياسي والإقتصادي، وأدى إلى إندلاع الإنتفاضة الوطنية الشاملة في مختلف المناطق اللبنانية، وأوصل البلاد والعباد إلى الإفلاس الحالي.

 إن إتساع دائرة التيار المتذمر والمعارض للتفرد بقرار العاصمة، يعني بشكل أو آخر، بداية العودة إلى عهود التعددية السياسية في العاصمة، حيث كان تنافس الزعامات يشكل حافزاً لتوفير الخدمات التي تليق بمكانة العاصمة وكرامة أهلها.

مبروك لقيادة الإتحاد الجديدة القديمة، وعلى أمل أن تكون على مستوى طموحات العائلات البيروتية التي تنتظر الكثير من المؤسسة التي أرادها الرئيس الشهيد رفيق الحريري، محوراً للتفاعل مع العائلات البيروتية، ومنبراً للتواصل مع النبض البيروتي!