بيروت - لبنان

اخر الأخبار

20 حزيران 2018 12:31ص ابتسم انت في دولة لبنان القوي!

حجم الخط
يبدو أن الدولة تصبح مُفلسة، عندما يتعلق الأمر بتلبية الحاجات الاجتماعية الأساسية لشرائح واسعة من اللبنانيين، المحتاجين لخدمات دولتهم ومساعداتها الضرورية!
وفجأة تتحوّل دولتنا المفلسة إلى دولة غنية وقادرة، عندما تُطرح مشاريع الالتزامات، ويزدهر موسم الصفقات، حيث تتضاعف كلفة المشاريع عشرات المرّات، وتحتدم الخلافات على توزيع الحصص، وكأن الخزينة المتهالكة تتحوّل بقدرة قادر إلى خزنة ذهبية تحتوي على ما لذ وطاب من المليارات!
مناسبة هذا الكلام الجدال المتفاقم بين المؤسسات التربوية الخاصة من جهة، والمراجع المسؤولة في الدولة، التي رفعت أيديها عن تبعات سلسلة الرواتب، وتجاهل حقوق القطاعات التي لم تحصل على حقوقها من زيادات السلسلة، كما هو حاصل مع المعلمين في المدارس الخاصة، مع كل ما يترتب على إهمال الدولة لهذه القضية الخطيرة!
إدارات المدارس الكاثوليكية والإسلامية، ومعها مدارس الليسيه العلمانية، تؤكد عدم قدرتها على تأمين حقوق الأساتذة بست درجات جديدة أسوة بما حصل عليه زملاؤهم في القطاع التربوي العام، وبالمقابل ترفض لجان الأهل تحمّل أعباء أي زيادة على الأقساط ، وتعتبر أن المدارس سبق لها واستوفت الزيادة، قبل إقرار السلسلة التي استغرقت مناقشتها ثلاث سنوات!
ولكن المشكلة تكبر يوماً بعد يوم، مع تصاعد تهديدات المدارس الخاصة بإقفال أبوابها في الموسم الدراسي المقبل، بحجة عدم قدرتها على دفع زيادات السلسلة، وعجز الأهل عن تلبية طلبات إدارات المدارس بزيادة الأقساط ، خاصة وأن حبل الضائقة الاقتصادية المستفحلة في البلد تلتف على أعناق الأكثرية الساحقة من اللبنانيين، مما يعني أن الآلاف من الطلاب مهددون بالبقاء في الشارع!
مَن يُصدّق أن دولة يُسافر وزراؤها بطائرات خاصة، ويصطحبون معهم الأزلام والمحاسيب بالعشرات، ويعقدون المؤتمرات في أفخم الفنادق في العالم بحثاً عن شلة من المغتربين، يدّعي مسؤولوها الإفلاس عندما يتعلق الأمر بمصير عشرات الألوف من الطلاب، أمل الوطن وقادة الغد!
ابتسم.. أنت في دولة لبنان القوي!