بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 أيار 2022 08:06ص الإمارات من الحزن إلى الأمل

حجم الخط
في مثواه الأخير أكرمت الإمارات العربية وشعبها الفقيد الكبير الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة بدفنه بعد مسيرة دامت حوالي 18 عامًا تميّزت بالازدهار الذي تجلى بإنشاء أعلى مبنى في العالم - والذي كان معروفًا ببرج دبي خلال مرحلة تشييده - وقد سُمّي برج خليفة يوم افتتاحه. رحل خليفةُ الوالد المؤسِّس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بعد أن تسلّم راية الوحدة التي كان شاهدًا على تحقيقها وحافظ على الأمانة ورسّخ نفوذًا دبلوماسيًا كبيرًا لدولة الإمارات العربية المتحدة.

اللبنانيون كما أهل الإمارات تملّكهم الحزن على رحيل المغفور له - بإذن الله - الشيخ خليفة لما أظهره من عاطفة نبيلة وتضامن ودعم للبنان بعد عدوان تموز عام 2006 مكرّسًابذلك أسمى مشاعر الأخوّة وسائرًا على خُطى والده المؤسِّس الذي أمر خلال حرب العام 1973 بقطع إمدادات النفط عن دول الغرب، وكانت مقولته الشهيرة بأن «النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي». ولا ننسى مسارعة الشيخ زايد لمساعدة لبنان بعد الإجتياح الإسرائيلي عام 1982 بتبنّيه مشروع إزالة الالغام بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة اللبنانية وإسهامه السخيّ بإعادة إعمار لبنان وتطوير قدراته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية إيمانًا منه بدور لبنان العربى والإقليمى فى الإبداع والثقافة.

وحين ألمّت بالشيخ خليفة جلطة دماغية في العام 2014 أسند الراحل الكبير خليفة معظم مهامه إلى سموّ ولي العهد الشيخ محمد بن زايد ليكمل مسيرته ومسيرة والدهما المؤسِّس، فسطع نجم الإمارات مجددًا في العام 2017 لمواكبة المستقبل وكانت الانطلاقة مع أول رائد فضاء إماراتي هزاع المنصوري إلى محطة الفضاء الدولية بمتابعة ورصد أقمار صناعية إماراتية الصُنع. وكان ذلك حافزًا لسموّ ولي العهد لاستحداث «وكالة الإمارات للفضاء» لإرسال أول مسبار عربي إلى كوكب المريخ، هو «مسبار الأمل» لتصبح الإمارات واحدة من بين تسع دول فقط تطمح لاستكشاف هذا الكوكب. 

والجانب الإنساني لدى الشيخ محمد بن زايد تظهّر بوضوح من خلال اللقاء التاريخي في دولة الإمارات في 4 شباط 2019 بين قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف تمّ خلاله توقيع «وثيقة الأخوة الإنسانية» من أجل السلام العالمي والعيش المشترك.

الآن، أصبح الشيخ محمد بن زايد رئيسًا لدولة الإمارات وانتقلت إليه أمانة الحلم الذي انطلق مع والده مؤسِّس الإمارات وسعى شقيقه الراحل إلى تأمين ظروف تحقيقه، وكل الأمل مع الرئيس الشيخ محمد المتمتّع بتلاحم والتفاف الشعب حوله لتحويل الحلم الكبير الى حقيقة ساطعة.