بيروت - لبنان

اخر الأخبار

23 آذار 2018 12:34ص الإنتخابات على الطريقة اللبنانية...!

حجم الخط
تبقى الإنتخابات من أهم الوسائل المدنية للممارسة الديمقراطية، حيث تتيح الأجواء المناسبة للتنافس بين الفعاليات الإجتماعية والسياسية، في مناخ من الحرية، يقوم على التعددية، وبالتالي قبول الآخر.
 لا معنى للإنتخابات، ولا مبرر لها، إذا لم تكن توفر أجواء التنافس الشريف بين المرشحين، حتى يستطيع الناخب أن يعبر عن إرادته بحرية، ويعبر عن خياراته بإستقلالية، بعيداً عن أية ضغوط سلطوية، أو شخصية!
ولا ديموقراطية بدون تعددية سياسية وحزبية، وبالتالي بدون لوائح متعددة تخوض السباق الإنتخابي، وفق برامج سياسية وإجتماعية وإقتصادية، تطرحها على جمهور الناخبين، ليحسموا على ضوئها مواقفهم من الأطراف والأحزاب السياسية المتسابقة نحو القبة البرلمانية.
في الإنتخابات تبرز تحالفات جديدة ومفاجئة مثل ما هو حاصل بين حزب الكتائب والقوات اللبنانية، وتتلاشى تحالفات قائمة وقديمة كانت تبدو وكأنها مبنية على قواعد من حديد، وهذا ما نراه اليوم مثلاً في الحلف القائم منذ عقد ونيف من الزمن بين التيار الوطني الحر وحزب الله، وهو ما يحصل بين الحليفين والطرفين الأساسيين لحركة ١٤ آذار، تيار المستقبل والقوات اللبنانية، فضلاً عن تحالفات ظرفية وآنية تنتهي بعد إنتهاء الإنتخابات، على نحو ما هو جارٍ بين التيار الوطني الحر والجماعة الإسلامية.
 والطريف أن غالباً ما تعود العلاقات الى مجاريها الطبيعية بين خصوم الإنتخابات على قاعدة الحسابات والمصالح المتبادلة، وبالمقابل تتفكك علاقات الإنتخابات حيث يعود كل فريق الى مواقعه السياسية السابقة. في اللعبة الديموقراطية اللبنانية، القائمة أساسا على العلاقات الشخصية والمصلحية بين الأطراف السياسية، لا صداقات دائمة ولا عداوات مستديمة، وقد يكون الخصم الإنتخابي اليوم، هو الحليف السياسي غداً!
إنها الإنتخابات على الطريقة اللبنانية الفولكلورية!