بيروت - لبنان

اخر الأخبار

6 شباط 2021 06:55ص البطريرك وتفاهة أهل السلطة..!

حجم الخط
بكلمات بسيطة ومختصرة جداً، وصف البطريرك بشاره الراعي المأساة اللبنانية: ما كان الشعب اللبناني يوماً يتيماً كما هو اليوم.

 بجرأة إيمانية، وبنبرة تُجسد صوت الحق، وجّه سيد بكركي أقسى الإتهامات الوطنية للمسؤولين المتقاعسين عن القيام بمسؤولياتهم الرسمية في هذه المرحلة العصيبة: تتقاذفون المسؤولية حول أسباب عدم تأليف الحكومة وهي واهية...، وعوض أن ينظر شعب لبنان إلى دولته ينظر إلى الدول الأخرى، وعوض أن ينظم إنتخاباته ينتظر إنتخابات الآخرين، وعوض أن يرى الإصلاح في مؤسسات بلاده يتطلع إلى مؤسسات المجتمع الدولي، وعوض أن يثق بمسؤوليه يضع كل ثقته في مسؤولين أجانب، وعوض أن يرتاح إلى عدالة دولته ينشد عدالة دولية، فهلا إستخلصتم العبرة، وأصلحتم ذواتكم وممارسة مسؤولياتكم؟

بماذا يمكن أن يرد أي مسؤول على كلام البطريرك الماروني الذي كشف تفاهة وأنانية أهل السلطة، وغيابهم المعيب عن آلام شعبهم، وتمسكهم بمصالحهم الأنانية والحزبية، وعدم إكتراثهم بسقوط البلد في «جهنم» التي تكهن بها رئيس الجمهورية نفسه في حال لم يتم تأليف حكومة بالسرعة التي تتطلبها الأوضاع المتدهورة، وما تسببه من إنهيارات قوضت أسس النظام الإقتصادي، وأطاحت بقواعد العيش الهنيء للشعب اللبناني.

 كيف يبرر أهل الحكم هذا العناد الكافر، وغير المبرر في تعطيل المبادرات الخارجية، وأولها مبادرة الرئيس الفرنسي ماكرون، والداخلية وأبرزها مبادرة البطريرك الراعي، وقوامها النقاط الثلاث التي كشفت عقد الخلاف بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف وهي: لا ثلث معطل لأي طرف. وزراء من الإختصاصيين. وبدون تمثيل حزبي لأي طرف سياسي.

 أهل السلطة يمعنون في غيّهم وعنادهم، رغم مخاطر الشلل المستمر والذي يهدد ما تبقى من مقومات دولة وبلد، ورغم سقوط أكثر من نصف الشعب اللبناني تحت خط الفقر!