فوز الدكتورة سامية خوري ورفاقها من العلماء المميزين بجائزة الملك سليمان العالمية لأبحاث الإعاقة، يتجاوز القيمة العلمية للجائزة، ويتخذ طابعاً إنسانياً شاملاً على التوجهات الرائدة للقيادة السعودية، في رعاية وتشجيع كل الأبحاث والإنجازات التي تخدم المجتمعات البشرية، على مستوى العالم كله، ودون أي تمييز عرقي أو ديني أو عنصري.
أن تكون د. خوري بين مجموعة العلماء العالميين الذين أختارتهم اللجنة العليا المشرفة على الجائزة الملكية برئاسة الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، وهو أول رائد فضاء عربي ، فهو تكريم لصاحبة المبادرة الشجاعة بإقامة أول مركز متخصص في المنطقة العربية للتصلب اللويحي، بقدر ما هو أيضاً تكريم لأهل العلم والإبداع في لبنان، رغم كل الظروف الفائقة الصعوبة والتعقيد التي يمر بها البلد، وإفتقاد أبسط الإمكانيات لمتطلبات الأبحاث العلمية والطبية، ووسط الغياب الكامل للدولة في توفير سبل الدعم اللازمة لمثل هذه الجهود الخلاقة.
ووجود العالمة اللبنانية بين هذه الكوكبة من العلماء المتفوقين، يعني أن لبنان موجود دائماً في دائرة الإهتمامات السعودية، رغم كل ما تروج له بعض الأبواق عن تخلي المملكة عن الشقيق المشاغب، وأن كل تفوّق في لبنان في مختلف الميادين العلمية والفكرية والثقافية، هو موضع رصد ومتابعة وتقدير من الهيئات المعنية في المملكة.
وسامية خوري ليست المكرَّمة الأولى من بلد الأرز، فقد سبق للعديدين أن حازوا على جوائز مماثلة من السعودية، وكان آخرهم المفكر الإسلامي د. رضوان السيد، والخبير في الحوارات بين الحضارات والأديان د. محمد السماك، الذي منحته المملكة الجنسية السعودية تقديراً لمساهماته الطويلة في التقريب بين الأديان والثقافات المختلفة.
بقي أن نقول أن الدكتورة سامية خوري متزوجة من الدكتور محمد الصايغ، العميد السابق لكلية الطب في جامعة بيروت الأميركية. وقد رفض هذا الثنائي العلمي ترك لبنان في هذه الظروف الصعبة، رغم كل ما عرض عليهما من إمكانيات وإغراءات من الخارج.
شكراً للمملكة العربية السعودية على رعايتها المستمرة للمبدعين اللبنانيين، ومبروك للدكتورة سامية خوري هذا التكريم الملكي.