بيروت - لبنان

اخر الأخبار

1 آذار 2018 12:05ص الرئيس الروسي يكرّم فناناً لبنانياً..

حجم الخط
ليس غريباً في لبنان أن يُكرّم مبدع لبناني من رئيس دولة أجنبية، ودولته الوطنية تكتفي بإيفاد وزير الثقافة ليلقي كلمة بالمناسبة، ويشارك في التصفيق للكلمات التي ألقيت في الاحتفال.
تكريم الفنان المبدع د. نزار ضاهر في المركز الثقافي الروسي، أمس، لمناسبة منحه «ميدالية بوشكين للثقافة والفنون»، بقرار من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، هو درس وطني كبير للمسؤولين اللبنانيين الغافلين عن مواكبة ومكافأة أصحاب الطاقات الإبداعية الخلاقة، والغارقين في وحول زواريب السياسة المحلية ومياهها الآسنة.
نزار ضاهر الذي أمضى أربعة عقود ونيّف في رفع اسم لبنان عالياً في المتاحف الفنية والمحافل الثقافية، والذي عُلقت لوحاته على جدران متاحف روسية وأوروبية وعربية عدّة، لم يجد في بلده مَن يلفت نظر رئيس الجمهورية مثلاً إلى أهمية هذا الفنان الكبير، الذي تحوّل بالفعل إلى سفير للفن التشكيلي اللبناني، الذي وصل إلى العالمية عبر لوحات حملت ألوان سهل البقاع وآفاقه المزركشة، وجسّدت جمال الطبيعة اللبنانية بألوانها الزاهية.
لم يشفع لنزار ضاهر أمام دولته العليّة، أنه «استاذ» في معهد الفنون - الجامعة اللبنانية منذ ربع قرن من الزمن، ومدير للمعهد في بداية التسعينات، ونقيب الفنانين التشكيليين حالياً، و«أستاذ زائر» لمعاهد روسية وصينية عدّة، وحامل عدّة أوسمة روسية، بما فيها وسام الشرف المكرّس للإسهام في تعزيز الصداقة اللبنانية - الروسية.
لا ندري لو كان نزار ضاهر أستاذاً في غير الجامعة اللبنانية الوطنية، في واحدة من جامعات الإرساليات الأجنبية، كم كان سينال من التقدير والتكريم من أهل الحل والربط في الدولة، فضلاً عمّا تحيط به إدارات تلك الجامعات أساتذتها المبدعين من حفاوة وتمييز، احتراماً لما يقدمونه للأجيال الصاعدة وللجامعة ولبلدهم من إبداعات وإنجازات فنية وعلمية تُعزّز مكانة تلك الصروح العلمية؟
لا كرامة للفنان في بلده لبنان.. مثال تحوَّل إلى قاعدة تدعو للأسى والحزن على هذه الطبقة السياسية الجاهلة في بلد الإشعاع والنور!
والدليل أن الرئيس الروسي هو مَن كرّم هذا المبدع اللبناني!