يبدو أن مسار عزل المنظومة الحاكمة عن المساعدات الدولية، وعن أي تعاطٍ سياسي معها، قد إنطلق بزخم في عواصم القرار العربي والغربي، بعد إستنفاد كل المحاولات الخارجية لتسهيل تأليف الحكومة العتيدة، ووضع البلد على سكة الإنقاذ والإصلاح.
زيارة السفيرتين الأميركية دوروثي شيّا، والفرنسية آن غريو إلى السعودية، لتنسيق المساعدات اللازمة للجيش اللبناني، والمجتمع المدني في لبنان بمعزل عن الدوائر الرسمية، هو الخطوة الأولى على طريق سحب الإعتراف الدولي بالحكم الحالي، وبداية تنفيذ التهديدات الدولية بفرض عقوبات على المعرقلين للولادة الحكومية.
أهمية الزيارة غير المسبوقة للسفيرتين إلى السعودية أنها تأتي في سياق متابعة ما تم الإتفاق عليه في اللقاء الثلاثي الذي جمع وزراء خارجية كل من أميركا وفرنسا والسعودية في الإسبوع الماضي، وكان الملف اللبناني المحور الأساسي في لقاء الوزراء الثلاثة الذي تم على هامش مؤتمر روما لوزراء خارجية مجموعة العشرين.
أجواء مقاطعة دول القرار الدولي لأهل الحكم في لبنان، برزت بقوة في إجتماع رئيس الحكومة مع السفراء في السراي، حيث حاول تحميل دولهم مسؤولية الإنهيار في لبنان بسبب العقوبات والحصار الإقتصادي، فكان رد السفيرة الفرنسية الناري قوياً ومباشراً في إعادة الإتهامات إلى رئيس الحكومة والطبقة الحاكمة «الذين حاصروا بلدهم وجوّعوا شعبهم»، وتسببوا بإفلاس الدولة، وإحداث الإنهيارات الراهنة.
ليس مستبعداً أن تأتي المساعدات للجيش اللبناني مباشرة، سواء كانت مالية أم عينية ومواد غذائية.
وليس مستغرباً أن تصل شحنات الدعم والمساعدة للشعب اللبناني عن طريق هيئات ومنظمات المجتمع المدني، تأكيداً لواقع فقدان الثقة الخارجية بالحكم اللبناني، وبداية لتنفيذ إجراءات الإقصاء القسري للمنظومة الحاكمة.
إنتظروا نتائج زيارة السفيرتين إلى السعودية، حتى تدركوا مسار الرياح التغييرية في المرحلة المقبلة!