بيروت - لبنان

اخر الأخبار

11 تموز 2018 12:05ص الصين في الكويت: تغيير قواعد اللعبة!

حجم الخط
لبنان يغرق في وحول الخلافات السياسية، والصراعات المحتدمة على الحصص ومغانم السلطة، ويقترب أكثر فأكثر من شفير الانهيار الاقتصادي، تحت سمع المسؤولين وبصرهم.
والدول الشقيقة تُسرع الخطى على درب اللحاق بالتطورات العالمية، الاقتصادية والاجتماعية، وتتجاوز مرحلة الانغلاق والعزلة عن العالم، لتعوّض ما فاتها من تطوير وتنمية وتحديث، لمختلف المرافق العامة.
الاتفاق الاستراتيجي الذي أبرمه أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، فجر أمس، مع القيادة الصينية في بكين، سيمكّن الكويت، دولة وشعباً، من تحقيق سلسلة قفزات نوعية في مسارات التطور الاقتصادي والاستثماري والاجتماعي، ويُكرّس التنوّع المنشود في الموارد الاقتصادية، ويوفر آلاف فرص العمل للشباب الكويتي، ولكل الراغبين في العمل والمشاركة في المشاريع التنموية، الصناعية والسياحية والإعمارية الجديدة.
تعهدت الصين في هذا الاتفاق باستثمار 450 مليار دولار في جزيرتي فيلكا وبوبيان، في بناء فنادق ومنتجعات وجامعات ومدارس، ومراكز تجارية وأبنية للمصارف والمؤسسات الاستثمارية، فضلاً عن المستشفيات والمرافق الصحية الأخرى.
الجزيرتان استأجرتهما الصين لمدة 99 سنة، وستتولى حمايتهما أمنياً واستراتيجياً حسب القوانين الدولية، واشترطت الكويت على الصين إيداع وديعة بـ 50 مليار دولار كقيمة متجدّدة لحساب الحكومة الكويتية، كما ستدفع الصين 40 مليار دولار لمدينة الحرير الكويتية، لجعلها المركز المالي في العالم العربي.
الواقع أن الشيخ صباح الأحمد، أثبت مرّة أخرى، أنه عميد السياسات الاستراتيجية في المنطقة، حيث سيؤدي هذا التعاون الكبير مع الصين إلى تغيير قواعد اللعبة الدولية في الخليج، والتي كانت واشنطن تتفرّد في إدارتها، وأصبح وجود المارد الأصفر في هذه المنطقة الحيوية أمراً واقعاً في الخريطة الدولية، من الصعب تجاوزه، أو حتى تجاهل أبعاده الإقليمية والعالمية!