بيروت - لبنان

اخر الأخبار

13 تموز 2018 12:00ص العجز والتعطيل قدر لا مفرّ منه..!

حجم الخط
مباراة كرة القدم بين النواب الشباب هي في الواقع مشهد دراماتيكي من الواقع السياسي المتردّي الذي يتخبّط فيه البلد منذ سنوات، والذي يزداد تعقيداً فترة بعد أخرى، كلما واجه الطقم السياسي الحالي استحقاقاً دستورياً أو سياسياً!
عام ٢٠٠٨ شهد لبنان فترة متوترة في ظل فراغ في الرئاسة الأولى استمر سنة ونصف السنة، إثر انتهاء ولاية العماد أميل لحود ومغادرته قصر بعبدا، من دون انتخاب خلف له في رئاسة الجمهورية، وتدهورت الأوضاع الأمنية، وكادت تصل إلى شفير حرب أهلية، بعدما انتقلت الأزمة السياسية إلى الشارع، وتعطل الاستحقاق الرئاسي حتى ٢٥ أيار ٢٠٠٨ وانتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية بالإجماع، برعاية عربية ودولية، إثر تسوية مؤتمر الدوحة.
في عام ٢٠١٣ تأجل استحقاق الانتخابات النيابية من ولاية إلى أخرى، بحجة عدم التوافق على قانون انتخابات جديد. ودخل البلد في مرحلة جديدة من الفراغ الرئاسي إثر انتهاء ولاية العماد ميشال سليمان في ٢٤ أيار ٢٠١٤، وسادت الانقسامات السياسية والطائفية من جديد، وعطلت حكومة الرئيس تمام سلام أكثر من مرة، ونقل التيار الوطني الحر المواجهة السياسية إلى الشارع، في ذروة خطابه الشعبوي لشدّ العصب استعداداً للانتخابات المقبلة. وبقي البلد أسير الفراغ الرئاسي والتأزم السياسي ثلاثين شهراً بالتمام والكمال، إلى أن تمّت التسوية التي أوصلت العماد ميشال عون إلى قصر بعبدا.
ولكن الاستحقاق النيابي بقي مؤجلاً لأكثر من سنة ونصف من عمر العهد الجديد، قبل أن يتم التوافق على قانون الانتخاب على قاعدة النسبية، والذي تبين لاحقاً أنه أشبه بما عُرف بـ «المشروع الأرثوذكسي» مقنّعاً!
وهكذا تكررت أزمات الاستحقاقات الدستورية والسياسية، على غرار ما هو حاصل حالياً، بالنسبة لتأليف الحكومة الجديدة، والتداعيات الخطيرة على التدهور الاقتصادي المتفاقم، وكأن دوامة العجز والتعطيل أصبحت قدراً لا مفرّ منه!