بيروت - لبنان

اخر الأخبار

21 آب 2021 08:07ص العد العكسي بدأ للمنظومة الحاكمة

حجم الخط
لو بقي شرش حياء واحد لأهل الحكم لكانوا ماتوا خجلاً من المآسي غير المسبوقة التي تسببوا بها لهذا الشعب المقهور، والمظلوم مع هذه المنظومة السياسية الفاسدة  والفاشلة.

طوابير الإنتظار أمام محطات البنزين يزداد طولها آلاف الأمتار يوماً بعد يوم، في  مشهد يختصر كل صور الإذلال والمهانة، ويتسبب بحوادث وإشتباكات يسقط بنتيجتها القتلى والجرحى، تحت سمع وبصر رجال الأمن الذي فقدوا الهيبة والقدرة على الحفاظ  على النظام العام.

  الشحّ المتزايد للمازوت أدى إلى شلل المرافق العامة والخاصة، لا سيما مولدات الكهرباء، ونشر العتمة في طول البلاد وعرضها، وتعطيل المؤسسات الصناعية  والإنتاجية، وتهديد شبكات الهاتف والخليوي والتواصل الإجتماعي، وإعادة البلاد والعباد إلى العصر الحجري، مع فقدات المياه والدواء والغاز والأوكسجين والأمصال في  المستشفيات.

  فَشِل أهل الحكم، ليس في إخراج البلد من النفق المظلم وحسب، بل إنهزموا أمام  تداعيات الكوارث المتلاحقة، ولم يفلحوا حتى في إدارة الأزمات المتناسلة، ولم يحاولوا  وقف الإنحدار المريع، الذي يتنقل بالبلد من قعر إلى آخر في جهنم التي وعدنا بها فخامة  الرئيس.

  كل المناورات الخبيثة، والمحاصصات الجشعة، والعراقيل المفتعلة سعياً للحصول  على حقيبة وزارية دسمة أو مقعد بالزايد في الحكومة العتيدة، كلها أساليب أصبحت  مكشوفة ومُدانة من الداخل والخارج، حيث تُجمع الدول المانحة على مقاطعة المنظومة الحاكمة، وتوجيه مساعداتها إلى الشعب اللبناني مباشرة، عبر منظمات المجتمع المدني،  دون أي تدخل من المؤسسات والجهات الرسمية.

  لم يعد ثمة ما يبرر تأخير ولادة الحكومة العتيدة، مهما كانت المبررات والأعذار، لأن  أوضاع البلد وصلت إلى أدنى من الحضيض، وفتحت المجال واسعاً لتدخلات إقليمية  ودولية في الصراع المحتدم على الساحة اللبنانية، برز بالأمس عبر إستقدام المازوت الإيراني، ومسارعة الولايات المتحدة الأميركية على تسهيل إستجرار الطاقة من الأردن،  وتأمين الغاز من مصر لمعامل الكهرباء.

  العد العكسي بدأ ليس للإرتطام الكبير وحسب، بل وأيضاً لسقوط الطبقة  الحاكمة، من قمة الهرم إلى آخر مسؤول عن المآسي والكوارث التي تتخبط فيها البلاد  والعباد.

  فهل من يعتبر قبل فوات الآوان؟