بيروت - لبنان

3 كانون الثاني 2018 12:05ص العلاقات مع السعودية أقوى من الأزمات..

حجم الخط
الاعتماد اللبناني الرسمي لسفير المملكة العربية السعودية وليد اليعقوب في بيروت، وموافقة الدوائر السعودية المعنية على تعيين السفير اللبناني الجديد فؤاد كبارة، يطوي صفحة مؤلمة في العلاقات اللبنانية - السعودية، ويُعيد الأمور إلى مجاريها الطبيعية بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين.
لا مصلحة للبنان ولا للسعودية في نكء الجراح، واستمرار التطلع إلى الخلف، فالأزمة أصبحت وراءنا، ولا بدّ من إقفال الأبواب أمام المصطادين في المياه العكرة.
العلاقات الأخوية بين لبنان والسعودية تمتد جذورها التاريخية إلى السنوات الأولى لقيام الدولة السعودية وإعلان استقلال لبنان في أواسط الأربعينات من القرن الماضي.
وعلى مرّ عقود طويلة من الزمن بقيت العلاقات بين بيروت والرياض في مستوى رفيع من التعاون المتبادل، ونموذج ساطع لديبلوماسية ديناميكية منزّهة عن الأهداف المغرضة، وكل أشكال التدخل في الشؤون الداخلية للبعض الآخر.
ولا ضرورة للتذكير بأن السعودية كانت تقف دائماً إلى جانب لبنان، في الملمّات والأزمات والحروب، وتسارع إلى لملمة الجراح اللبنانية بعد كل عدوان إسرائيلي، على نحو ما حصل في عدوان تموز 2006، والقيادة السعودية لا تألو جهداً للتقريب بين اللبنانيين، وتطويق خلافاتهم وانقساماتهم، والتي بلغت ذروتها في عقد مؤتمر الطائف، الذي انتهى إلى وضع ميثاق وطني جديد أنهى الحرب العبثية التي دمرت البشر والحجر على مدى خمس عشرة سنة عجاف!
وتضاعف عدد اللبنانيين العاملين في السعودية خلال سنوات الحرب، لأن القيادة السعودية فتحت أبواب المملكة أمام عشرات الألوف من اللبنانيين الهاربين من جحيم الحرب، ونجح كثير منهم في أعماله التي تحوّل الكثير من عائداتها إلى عائلاتهم، وبالتالي إلى دعم الاقتصاد الوطني، ولو بشكل غير مباشر.
وبالمقابل، فقد حافظ لبنان على الاستثمارات والأملاك العائدة لسعوديين، في وقت كانت مصادرة الأموال والاستثمارات السعودية ناشطة في أكثر من بلد عربي.
متانة العلاقات اللبنانية - السعودية ستبقى أقوى من الأزمات والخلافات، ولن تؤثر فيها لعبة الفعل وردّة الفعل التي يحاول البعض ممارستها لضرب الأواصر الأخوية التي تجمع الشعبين اللبناني والسعودي.