بيروت - لبنان

اخر الأخبار

26 تشرين الأول 2018 12:53ص المجتمع الدولي يشيح بنظره عن الراهب القبطي

حجم الخط
 
من المتوقع أن تغيب المقاومة البطولية لأهل القدس ضد حراب الإحتلال الإسرائيلي عن صفحات وشاشات الإعلام الغربي، الذي يتجاهل بشكل شبه كامل يوميات المواجهات الشرسة التي يخوضها سكان المدينة المقدسة، شيباً وشباباً، مسلمين ومسيحيين، مدنيين ورجال دين.
ولكن لم يعد جائزاً هذا الإهمال المتمادي من الإعلام العربي والإسلامي والمسيحي لمسيرة النضال البطولي للفلسطينيين دفاعاً عن عروبة القدس، وعن المقدسات المسيحية والإسلامية في هذه المدينة التاريخية الصامدة أمام أبشع وسائل الإغتصاب والتهويد، على إيدي مغتصب صهيوني متعجرف، لا يُقيم أي وزن أو أدنى إعتبار للمعاهدات الدولية، ولا للقرارات الأممية التي تمنع تغيير معالم المناطق المحتلة، وخاصة المدن التاريخية الأثرية.
صورة الراهب القبطي تحت أقدام جنديين إسرائيلين، يمسحان بجبته ولحيته الأرض، لأنه جاء من مصر ليدافع عن مقدسات القدس، ويتضامن مع إخوانه المسلمين دفاعاً عن المسجد الأقصى، ستبقى وصمة عار، ليس في تاريخ الإحتلال الإسرائيلي وحسب، بل على جبين كل من يُنصّب نفسه داعية لحقوق الإنسان، سواء أكان فرداً أم دولة، مجتمعاً أم جمعية.
ليست المرة الأولى التي تنكشف فيها سياسة المعايير الدولية المتذبذبة إزاء القضايا العربية، وخاصة القضية الفلسطينية، حيث تقوم الدنيا ولا تقعد عندما يتمكن مواطن فلسطيني من مغتصب إسرائيلي، في حين يسود الصمت المطبق إزاء ما يتعرض له الفلسطينيون من قتل وتنكيل وتهجير قسري ومتعمد من قراهم وأراضيهم، فضلا عن إستخدام فائض القوة المبالغ به من قبل العسكر الإسرائيلي، حيث يسقط أسبوعياً عشرات القتلى والجرحى في مواجهات ايام الجمعة على الحدود مع غزة.
تُرى لو قام جنود مسلمون بالتعرض للراهب القبطي بالضرب والسحل، هل كان المجتمع الدولي يشيح بنظره ويغمض عينيه، ويقفل أذنيه كما حصل مع جنود الإحتلال الصهيوني؟
«نون...»