بيروت - لبنان

اخر الأخبار

30 كانون الأول 2022 12:15ص المقاصد تدخل عصر «العولمة التربوية»..

حجم الخط
أن ترى الصرح الذي نشأت فيه، وتعلمت الحرف في صفوفه، ونهلت من العِلم على مقاعده، ينهض من كبوته، ويعود إلى سيرته في الإنتشار والتوسع، ويستدرك ما فاته من خطوات التقدم والتطور والحداثة، تشعر عندها ليس بالفخر والإعتزاز فقط، بل يغلبك شعور بالإطمئنان أن البلد مازال بألف خير، بوجود مؤسسات عريقة تهتم بتعليم وتثقيف الأجيال الصاعدة، وتتحدى كل الصعوبات في هذه المرحلة الحرجة، مثل جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية.
لبّيتُ دعوة رئيس الجمعية د. فيصل سنّو للقاء في مقر الجمعية الجديد في «سنتر المقاصد»، وإذ بي أُفاجأ وكأنني في مؤسسة عملاقة، من حيث التجهيزات الحديثة، والهندسة العصرية في توزيع المكاتب على الإدارات المختلفة، والأجواء الإيجابية المهيمنة على سير العمل، فضلاً عن مستوى الدراسات والإنتاجية في مديرية التعليم بالذات.
وتبين لي أن انتقال إدارة أم المؤسسات الإسلامية من مقرها المؤقت، وهو شقة متواضعة لجأت إليها خلال الحرب، بعد الدمار الذي أصاب، بناية ببيلوس إحدى أحدث وأجمل مباني وسط بيروت في تلك الفترة، إلى «سنتر المقاصد» في منطقة مار إلياس ــ المصيطبة، لم يكن مجرد عملية إدارية روتينية تلبي الحاجات الضرورية لعمل مختلف المديريات، بقدر ما كانت خطوة تُجسّد النهضة التي تعيشها المقاصد هذه الأيام، على مختلف المستويات المالية والتعليمية والصحية والخدمات الإجتماعية، وذلك بعد أن عادت المؤسسة التاريخية إلى الإعتماد على أهلها ومجتمعها الوطني، في توفير الأموال اللازمة، بنسب معقولة، لدعم خطط التطوير والتحديث وفق المعايير العالمية.
الواقع أن جمعية المقاصد دخلت عصر «العولمة التربوية»، من خلال إتفاقات وبرامج مشتركة مع مؤسسات عالمية مثل جامعة «هارفارد» الأميركية، وجامعة «كامبردج» البريطانية، ومدارس «الليسيه» الفرنسية، لإتاحة الفرص أمام الأساتذة والطلاب للحصول على أفضل المستويات التعليمية والتربوية في العالم، حيث إحتل طلاب المقاصد المراكز الأولى في عدة مؤتمرات ومسابقات دولية، متفوقين على أقرانهم من الدول الأخرى.
ويعتبر الإتفاق الذي تم بين المقاصد وإتحاد المدارس الكاثوليكية هو الأول من نوعه على المستوى الوطني، وسيكون فاتحة لإتفاقات مماثلة مع مؤسسات تعليمية أخرى تعمل بإشراف مرجعيات روحية مختلفة، ومنتشرة في معظم المناطق اللبنانية.
«الفجر الصادق» يتجدّد، رغم كل الغيوم السوداء الملبّدة في سماء الوطن.