جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية لا تحتاج إلى يوم تأسيسها للتذكير بوجودها وإنجازاتها، ولتأكيد تفاعلها المستمر مع مجتمعها منذ ١٤٣ عاماً.
المقاصد موجودة في وجدان المجتمع الإسلامي خاصة، واللبناني عامة، لأنها تغرس مبادئ الدين الحنيف في الإنفتاح والإعتدال والتسامح والحوار، في نفوس وعقول طلابها في إطار التربية الوطنية التي تحرص عليها مدارس المقاصد، في مختلف المراحل التعليمية.
المقاصد موجودة على خريطة التعليم اللبنانية، لتكتمل مع توجهاتها ألوان قطاع التعليم الخاص، الذي يتفرد بمميزاته العلمية الرفيعة عن أمثاله من القطاعات التربوية في كثير من الدول، وشكلت المقاصد مع مدارس العاملية ومجموعات المدارس المسيحية مصنعاً لأجيال وأجيال من الطلاب الذين أثبتوا تفوقهم في دراساتهم الجامعية، وحازوا على العديد من الجوائز في المحافل العلمية، وتألق الكثير منهم في حياته العملية.
المقاصد موجودة على الخريطة الصحية اللبنانية، من خلال الخدمات الإستشفائية التي تقدمها منذ عقود من الزمن، وحرصها على ضم النخب الناجحة من الأطباء وأهل الإختصاص، وتقديم المساعدات ، ضمن الإمكانيات المتاحة، للمرضى المحتاجين وأصحاب الحاجة من العائلات المتعففة.
المقاصد موجودة في عالم الريادة والتميز منذ تأسيسها، حيث بادرت إلى إنشاء مدرسة لتعليم البنات في عصر كاد التعليم يكون حكراً على الصبيان. وعمل الجيل المؤسس في الربع الأخير من القرن التاسع عشر إلى الذهاب إلى الأرياف البعيدة عن بيروت، لإنشاء المدارس، وإدخال العلم إلى بيوت الفقراء من الفلاحين والعمال، ضمن رؤية مستقبلية فذة، يفتقد لمثلها مجتمعنا اليوم.
المقاصد ستبقى موجودة، رغم كل التحديات التي تواجهها، إدارياً وإنمائياً ومالياً، ورغم كل المعاناة، التي زادت أوضاع لبنان الصعبة في تفاقمها، لأن وجودها وإستمرارها بالنسبة لمجتمعها ضرورة وجودية مثل الماء والهواء.
المقاصد نهضت بمجتمعها على مدى أجيال، والمطلوب من هذا المجتمع بالذات، أن ينتشل المقاصد وينهض بها، ويحافظ على مؤسساتها بالمستوى المنشود.
المقاصد وُجدت لتبقى وستبقى!