بيروت - لبنان

اخر الأخبار

5 كانون الأول 2017 12:05ص النأي بالنفس وتطورات اليمن..

حجم الخط
لم يكن لبنان بحاجة لمتابعة التطورات الدراماتيكية المتسارعة في اليمن، ليدرك اللبنانيون صعوبة المرحلة المعقدة التي تمر بها المنطقة، وترخي بظلالها على الوضع الداخلي الهش.
وليس دقيقاً الكلام أن انهيار التحالف بين «المؤتمر الشعبي اليمني» بقيادة علي عبد الله صالح والحوثيين، قد ساهم في بروز عقبات مفاجئة، أدت إلى تأخير إنجاز صيغة «النأي بالنفس» التي تمهد للرئيس سعد الحريري سحب استقالته المدوّية.
ولن يؤدي اغتيال الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح على أيدي الحلفاء - الأعداء إلى إزالة العقبات الباقية، ولا إلى عناصر جديدة من شأنها تسهيل التوصّل إلى الصيغة المنشودة.
المسألة كلها متوقفة على مدى تجاوب الأطراف السياسية والحزبية المعنية، وخاصة «حزب الله»، مع موقف رئيس الحكومة المتريث، والذي يُشدّد على أهمية الالتزام الحقيقي بمندرجات سياسة النأي بالنفس، فعلاً لا قولاً، لأن المخاطر المحدقة بالبلد لا تحتمل ترف الخلافات، ولا هدر الوقت في المناورات.
أن يتأخر انعقاد مجلس الوزراء يوماً أو يومين، يبقى أفضل ألف مرّة من الدخول إلى الجلسة قبل التوافق التام على النص النهائي، وانتقال النقاش إلى طاولة مجلس الوزراء، واحتمال تحوّل الجلسة برمتها إلى سوق عكاظ على إيقاع المزايدات المعهودة، الأمر الذي سيعرّض المساعي الجدية المبذولة منذ أيام على أكثر من صعيد، إلى نكسة لا يستطيع أحد تحمّل تداعياتها السياسية والاقتصادية.
الأحداث المتفجّرة في اليمن يجب أن تشكّل حافزاً لكل الأطراف المعنية، للالتقاء على ما يحفظ الأمن والاستقرار، ويضع مصالح لبنان العليا فوق أي اعتبار آخر!
«نون...»