بيروت - لبنان

اخر الأخبار

21 أيار 2021 06:50ص الواقعية الجنبلاطية في زمن المعاندة والكيدية!

حجم الخط
في زمن المعاندة والكيدية، وتغليب الثارات الشخصية والخلافات السياسية والحزبية على المصالح الوطنية، يطل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي بنظرة واقعية على الوضع المتدهور في البلد، متخلياً عن مواقف القوالب الجامدة، ومبتعداً عن المتاريس الوزارية، وساعياً إلى تدوير الزوايا ومعالجة الخلافات مع الخصوم، وتليين التباينات مع الحلفاء.
المتضررون من الحراك الجنبلاطي يرون فيه تقلباً في المواقع، وتغييراً في المواقف، ونقلاً للبارودة من كتف إلى آخر، بسرعة تُحاكي لمح البصر. في حين أن واقع الأمر يُثبت أن زعيم المختارة، الذي خبر كل أنواع الصراعات، العسكرية والأمنية والسياسية والحزبية، وتعرض لأكثر من عملية اغتيال، أمني وسياسي، ونمت على ضفاف زعامته التاريخية حركات وتيارات حزبية، خرجت عن بيت الطاعة، واستقلت بطروحاتها وشخصياتها، وتجرأت على خوض المعارك الانتخابية، استطاع بحنكته وسعة صدره وطول إناته، أن يستوعب الخصوم، التقليدي منهم مثل الأمير طلال إرسلان، والمستجد مثل الوزير وئام وهاب، الذي زار جنبلاط في منزله في كليمنصو.
وفي خضم الأزمة الحكومية المتفاقمة، يرفع جنبلاط راية الحوار والانفتاح مع الجميع، داعياً الأطراف السياسية إلى تجاوز خلافاتها المزمنة، والسعي معاً لتذليل العقبات التي تعترض ولادة الحكومة العتيدة، والعمل على إطلاق ورشة الإنقاذ، بعد وقف الانحدارات المستمرة منذ أكثر من عام، وتتضاعف تداعياتها المدمرة يوماً بعد يوم.
ولم يعد خافياً أن تواصل زعيم المختارة مع الفريق الفرنسي الذي يتابع الأزمة اللبنانية، قد خفف من وطأة الإجراءات الفرنسية ضد عدد من الشخصيات السياسية المعرقلة لتشكيل الحكومة، فضلاً عن تعديل بعض مندرجات المبادرة الفرنسية، بما يتناسب مع نتائج النقاشات اللبنانية، إن لجهة توسيع الحكومة إلى ٢٤ وزيراً، أو لجهة تعديل تركيبتها لتصبح مختلطة من اختصاصيين وسياسيين، أو ممثلين عن الكتل النيابية.
لبنان بأمسّ الحاجة اليوم إلى مثل هذه الواقعية السياسية، وما تعنيه من عقول سياسية باردة، تعتمد الحوار، لا المزايدات ولا الجفاء، وسيلة أساسية ووحيدة لمعالجة الخلافات، وتقريب وجهات النظر، وتغليب المصلحة العامة على كل المصالح الشخصية والفئوية والحزبية، والتركيز على القواسم المشتركة، ونبذ النقاط الخلافية.