بيروت - لبنان

اخر الأخبار

18 كانون الأول 2020 07:22ص بعد ماكرون.. من يكون البديل؟

حجم الخط
قد يكون من حسن حظ المنظومة الحاكمة تأجيل زيارة الرئيس ماكرون للبنان، ولكن طبعاً من سوء طالع لبنان واللبنانيين، أن هذه الزيارة لن تتم في وقت أحوج ما يكون فيه البلد إلى جهود غير عادية للخروج من نفق الإنهيارات التي يتخبط فيها منذ أكثر من سنة.

 رغم كل الصدمات التي تلقتها المبادرة الإنقاذية الفرنسية، ورغم خيبات الأمل التي أحاطت بمساعي الرئيس الفرنسي، فقد انتظر اللبنانيون الزيارة الرئاسية الفرنسية، علّها تحقق بعض الإختراق الذي يُخرج الملف الحكومي من عنق زجاجة العناد التي تتحكم بعملية التأليف.

لقد أصبح واضحآً أن الهوة الكبيرة التي تباعد بين موقفي رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، حول الهيكلية المطروحة للحكومة العتيدة، لم تعد قابلة للردم من الطرفين، وتحتاج إلى طرف ثالث يساهم في حلحلة العقد، ويفتح الطريق للتوصل إلى تسوية، تجمع الطرفين في منتصف الطريق.

 لم يعد ثمة طرف سياسي ثالث قادر على القيام بهذا الدور في ظل حالة التشظي المهيمنة على الوسط السياسي، وانفراط عقد معظم التحالفات، وتعرض التفاهم بين حزب الله ورئيس الجمهورية للإهتزاز، بسبب المواقف الأخيرة لرئيس التيار العوني النائب جبران باسيل.

 والتجارب اللبنانية المريرة علمتنا أن السياسيين اللبنانيين هم أعجز من التوصل إلى تفاهمات في الأزمات الكبيرة دون تدخل أطراف خارجية، كما حصل في مناسبات عديدة، بدءاً من التسوية التي أعقبت «ثورة ٥٨ «، مروراً بإتفاقية القاهرة مع منظمة التحرير، إلى اتفاق الطائف الذي أنهى ١٥ سنة من الحروب العبثية، وأخيراً اتفاق الدوحة، الذي لملم جروح الإنقسامات العمودية بين فريقي ١٤ و ٨ آذار، وأطفأ النيران التي أشعلها إجتياح حزب الله لبيروت في ٧ أيار ٢٠٠٨ ، وتوصل إلى تسوية لإنتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية بعد فراغ دام أشهراً.

 ماكرون أصبح أسير الكورونا في الاليزيه، فمن يكون الطرف الثالث البديل؟

هل يكون البطريرك الراعي، مثلاً، من الداخل.. بعدما فقدنا كل الأشقاء والأصدقاء في الخارج؟