بيروت - لبنان

اخر الأخبار

13 كانون الأول 2019 06:05ص بين باخرة التيتانيك وبوسطة الضيعة...!

حجم الخط
مازالت لعبة الشروط والشروط المضادة تتحكم بمسار الأزمة الحكومية ومتفرعاتها، السياسية الوطنية، دون إهتمام من يعنيهم الأمر من أهل القرار، بالتدهور المالي والنقدي المتزايد، وما يفرزه من مآسي معيشية، تطال السواد الأعظم من ذوي الدخل المحدود، والشرائح الإجتماعية المعوّزة.

 كلام الوزير جبران باسيل بعد إجتماع كتلته أمس، ومطالبته بحكومة إختصاصيين، رئيساً ووزراء، يوحي بأن الخلافات مازالت مستعرة بين الأطراف السياسية الأساسية، بما في ذلك بين الحلفاء، الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر، وأن مسألة تأليف الحكومة العتيدة لن تتم سريعاً، حتى ولو جرت الإستشارات النيابية الملزمة في موعدها المقرر يوم الأثنين المقبل، وتم تسمية الرئيس المكلف، حتى ولو كان الرئيس سعد الحريري أيضاً.

 هذه المؤشرات ترجح بأن التأليف لن يعقب التكليف في فترة زمنية معقولة، رغم كل التأخير الذي حصل في إجراء الإستشارات بحجة التوافق مسبقاً على هيكلية الحكومة، وتسهيل مهمة الرئيس المكلف، وإختصار فترة الولادة الحكومية، التي تستغرق عادة بضعة أشهر قبل أن تبصر النور، وتصدر مراسيم تشكيلها.

 لا تحذيرات الخارج نفعت في تحريك همّة المسؤولين، والعمل جدياً على تأليف حكومة تُلبي مطالب اللبنانيين، ولا تراجع الأوضاع الإقتصادية والمالية دفعت أصحاب القرار بحسم خلافاتهم، والتواضع بتقديم تنازلات والتضحية ببعض المكاسب السلطوية، لتمرير قطوعات هذه المرحلة الخطيرة، والتي تهدد بسقوط السقف فوق رؤوس الجميع.

 قبل نصائح مؤتمر باريس أول أمس، كان الرئيس نبيه بري أول من حذر من خطورة التهاون بمعالجة الأزمة، عندما شبّه لبنان بباخرة «التيتانيك» المهددة بالغرق بجميع ركابها، وعدم وجود قبطان قادر على إنقاذها قبل فوات الأوان.

 أما الرئيس نجيب ميقاتي فيُشبّه الحالة ببوسطة الضيعة التي تعطل فراملها في طريق منحدر، فترك السائق المقود ليقوم ويهدئ من روع الركاب وصراخهم، فتكون النتيجة الحتمية تدهور البوسطة التي تركها سائقها، وتضرّر جميع ركابها بنسب متفاوتة، بين قتيل وجريح، تماماً كما هو حاصل اليوم في خضم الأزمة المعيشية والنقدية التي يتخبط فيها البلد، وأطبقت على خناق أكثرية اللبنانيين.

 أي مصير ينتظر هذا الوطن المعذب وأهله الصابرين: الباخرة التي غرقت بجميع ركابها، أم البوسطة التي تفاوتت إصابات ركابها بين قتيل وجريح ؟