بيروت - لبنان

اخر الأخبار

17 أيلول 2019 12:19ص تبليط البحر أولوية في بيروت..!!

حجم الخط
النقاشات الصاخبة التي سادت الإجتماع الطارئ لمجلس إنماء بيروت مساء أمس في فندق ريفييرا، جسدت حالة الإحتقان والإحباط السائدة في الأوساط البيروتية، نتيجة واقع الاهمال لمتطلبات العاصمة، وتدني مستوى الخدمات، وغياب الإهتمام بالمشاريع الحيوية التي تحتاجها بيروت.

وكشفت الكلمات التي ألقاها كل من الوزير السابق نهاد المشنوق والنائب بولا يعقوبيان وعدد من الفعاليات، أن سُلَّم الاولويات في البلدية ممسوك بالمقلوب، حيث الافضلية لمشاريع ثانوية، ولكنها قد تكون «دسمة» مالياً، وتحيط بها الشبهات المادية والنفعية، مثل تبليط البحر في منطقة عين المريسة، بحجة إنشاء ساحة للإحتفالات فوق سطح البحر!

وبغض النظر عما ساد الإجتماع من هرج ومرج، بسبب تعمد بعض الحضور المؤيدين للمشروع تعطيل اجواء النقاش الموضوعي المعارض لتبليط البحر، فقد برز حجم الهوة التي تفصل المجلس البلدي عن قاعدته الإنتخابية، والجمهور البيروتي الواسع، وكان لافتاً تهرب رئيس البلدية من حضور اللقاء، تفادياً للمواجهة المرتقبة مع المعارضين، الذين تسلحوا بدراسة أعدتها مؤسسة عصام فارس في الجامعة الأميركية، تبين الآثار البيئية السلبية للمشروع، فضلاً عن التشويه الذي سيصيب جمالية المواقع البحرية الطبيعية في تلك المنطقة التي تتميز بخصوصية بيروتية تراثية، يجب الحفاظ عليها.

وإزاء الكلفة الأولية لمشروع تبليط البحر والمقدرة بخمسة وعشرين مليون دولار، قابلة للزيادة طبعاً إلى الضعف، على غرار ما يجري في بعض المشاريع الأخرى، لا بد أن نتساءل :

١ - هل تبليط البحر اولوية أم إعادة الروح إلى ساحة الشهداء في قلب العاصمة، والتي تحولت هذه الأيام إلى موقف للسيارات مكان الحدائق الخضراء وساعة الزهور الشهيرة قبل الحرب؟

٢ - صرف عشرات الملايين لإنشاء ساحة فوق مياه البحر، أهم من تأمين نظام نقل عصري يخفف الاختناق المروري في العاصمة ؟

٣ - وما هي المعايير التي ترجح تشويه الطبيعة البحرية بكتل باطونية على الإهتمام بحدائق العاصمة وزيادة المساحات الخضراء في شوارعها، وبكلفة لا تتجاوز حفنة من الدولارات؟

وقائع وتساؤلات تفاقم مشاعر الاحباط والاحتقان في بيروت، ولا من يسأل.. ولا من يهتم !!