اليوم يبدأ العد العكسي لتأليف الحكومة في أجواء، قد لا تكون مشابهة بسهولتها، لعملية التكليف.
الرئيس سعد الحريري يُدرك أكثر من غيره، أن طريق التأليف ليس مفروشاً بالورود والرياحين، وأن ثمة تحديات وصعوبات لا بد من التغلب عليها، ليصبح طريقه إلى السراي سالكاً وآمناً، ولو بالحد الأدنى.
أولى تلك التحديات التي قد تعترض عملية التأليف، تتمثل في إمكانية توحيد المعايير في التعامل مع كل الأطراف السياسية، سواء في مداورة الحقائب أو في إختيار الوزراء من أهل الكفاءة والإختصاص.
هل سيتم إختيار الوزراء من جانب الرئيس المكلف، ويتشاور بأسمائهم مع المرجعيات السياسية والحزبية ، أم أن العملية ستكون عكسية بحيث يختار الرئيس المكلف من لوائح أسماء مقدمة له من الأطراف السياسية المعنية؟
تجاوز واقع التيار العوني ورئيسه جبران باسيل، في عملية التكليف، هل يمكن أن يتكرر في التأليف، وتُبصر الحكومة العتيدة النور، في ظل القطيعة المستمرة بين الحريري وباسيل؟
وإستطراداً ، ماذا يمكن أن تكون عليه العلاقة بين الرئيسين عون والحريري، في حال بقيت العلاقة على جمودها مع باسيل، وهل يوقع رئيس الجمهورية مراسيم الحكومة الجديدة؟
الواقع أن الرئيس الحريري قد يجد نفسه في وضع لا يُحسد عليه: إما تدوير زوايا المواقف الأخيرة، بما فيها العلاقة مع أطراف المنظومة الحاكمة، لا سيما التيار الوطني الحر، وإما المضي قدماً في المواجهة الراهنة، وما ستحمله من تداعيات، وما تسببه من أجواء النكد والتعطيل في التعاون مع رئيس الجمهورية.
المفارقة أن سلسلة الإنهيارات التي تطوّق البلد وأعناق اللبنانيين، لا تحتمل ترف الغوص في الزواريب الخلافية والكيدية، وهدر المزيد من الفرص والوقت الضائع، فيما العالم ينتظر الحكومة الجديدة ليُعيد قنوات الحوار مع الدولة اللبنانية، والبحث في تقديم القروض والتسهيلات المالية السريعة.
فهل تركب المنظومة السياسية الفاشلة مركب الإنقاذ وتُسهّل ولادة حكومة الفرصة الأخيرة؟