بيروت - لبنان

اخر الأخبار

15 أيار 2018 12:50ص تصفية القضية على الطريقة الأميركية..!

حجم الخط
٤٣ شهيداً, ٢٢٠٠ جريح برصاص الإسرائيليين، أمس، على الحدود مع غزة, ليست مجزرة ضد الشعب الفلسطيني وحسب, بقدر ما هي هزيمة جديدة للشعوب العربية والإسلامية التي ما زالت تكتفي بالتأييد الكلامي فقط للحقوق الشرعية للفلسطينيين.
سبعون عاماً مرّت على اغتصاب فلسطين, وقيام دولة الاحتلال الصهيوني, والعرب ما زالوا يتلهون بخلافاتهم وصراعاتهم الثنائية والجماعية, والعدو الصهيوني مستمر في قضم الأراضي الفلسطينية, وزرع المستوطنات اليهودية في الضفة وأطراف قطاع غزة, والتنكيل بشباب وصبايا الشعب الفلسطيني, الرافضين الاستسلام لسطوة الاحتلال, والصامدين أمام ممارسات المستوطنين الوحشية.
سبعون عاماً على النكبة, والعرب يحاربون الاغتصاب الصهيوني لفلسطين بالشعارات, والخطابات الرنانة, والإذعان لوعود دولية وهمية, فيما الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة تُمعن في التوسّع الاحتلالي, وتعزز قواتها العسكرية, وتسخر مؤسسات الدولة الأميركية لخدمة أهدافها ومخططاتها الاستيطانية, وتطوّع القرارات الدولية بما يحقق مصالحها!
عشرات الشهداء وآلاف الجرحى من الفلسطينيين العزل, والشعوب العربية تكتفي بالتحسّر أمام شاشات التلفزيون, من دون أن تحرّك ساكناً, ولا يخطر ببال أحد, مثلاً, الخروج بتظاهرة ترفع الصوت عالياً في استنكار وإدانة الجرائم الإسرائيلية, التي تتحدّى أبسط مبادئ وقواعد القانون الدولي.
تنفيذ قرار الرئيس الأميركي بنقل سفارة بلاده إلى القدس, لا يعطي أي شرعية لاعتداءات الحكومة الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني الأعزل, بل إن القرار الأميركي الأرعن, الذي يخالف القانون الدولي واتفاقيات جنيف ذات الصلة بالأراضي المحتلة, يحمّل الحكومة الأميركية جزءاً كبيراً من مسؤولية التوتر الحالي بين الفلسطينيين والإسرائيليين, وما يجري من صدامات دموية نتيجة استخدام فائض القوة الإسرائيلية ضد المتظاهرين الفلسطينيين.
يبدو أن مخططات «الفوضى الخلاقة» الجهنمية أفلحت في تدجين الشعوب العربية, وإشغالها عن قضية الأمة المركزية, القضية الفلسطينية التي تمر في أخطر مراحلها, نظراً للمخاطر المحدقة بهذه القضية, وفي مقدمها احتمال التصفية على الطريقة الأميركية!