أجواء الفرح والبهجة التي أشاعها القادمون من الخارج في عطلة الميلاد ورأس السنة، بدّدت الكثير من مناخات الإحباط والكآبة المحيطة بحياة اللبنانيين في هذه الظروف الصعبة التي يتخبط فيها البلد.
وأوحت حرارة التهاني والتمنيات، وكأن بلد الأزمات يقف على أعتاب مرحلة من الإنفراجات الإيجابية، تُسابق توقعات المنجّمين التفاؤلية، وتطوي صفحة هذه الأيام السوداء.
وسرعان ما لاحظنا، أنا وجمهرة من الأصدقاء، أن مفاعيل «العصا السحرية»، التي بشّرنا بها ميشال حايك، بدأت تظهر نتائجها المنتظرة تباعاً:
- إنتخاب رئيس للجمهورية بأكبر إجماع لبناني ممكن، وبدعم خارجي معزز بتفاهمات دولية وإقليمية.
- تشكيل حكومة من خارج الطبقة السياسية الفاسدة، وضم نخبة من أهل الخبرة والإختصاص، تم إستقدام العديد منهم من مراكزهم القيادية لكبريات الشركات العالمية، ليقودوا خطط الإصلاحات الضرورية لإنقاذ الدولة من مهاوي الفشل ومستنقعات الفساد.
- عودة لبنان إلى الصف العربي، وإعادة ترميم العلاقات مع الأشقاء العرب، وخاصة السعودية ودول الخليج العربي.
- تدفق الإستثمارات الخليجية والأجنبية على البلد، بعد شيوع حالة الإستقرار، وإستعادة الثقة بالدولة اللبنانية في عهدها الجديد.
- تسابق شركات الكهرباء العالمية لتخليص اللبنانيين من العتمة، والفوز بمشاريع بناء محطات توليد الطاقة وتجديد شبكات التوزيع، بعد إنتظام الجباية عبر العدادات الإلكترونية.
- تسريع خطى إستخراج الغاز من البلوك رقم ٩، بالتوازي مع بدء التنقيب في عدد من البلوكات الأخرى في البحر.
- إستعادة الليرة بعض قوتها الشرائية مع الإنخفاض المستمر للدولار الأميركي، وتحسن قيمة رواتب الموظفين والعاملين والمتقاعدين في القطاعين المدني والعسكري.
- عودة الحياة إلى وسط بيروت مع عودة الحركة السياحية العربية والأجنبية إلى ما كانت عليه قبل إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
- إنطلاق حركة قوية في مرفأ بيروت بعد إنتهاء عمليات الترميم والتطوير والتجهيز .
- إستكمال التحقيق في إنفجار المرفأ الزلزالي، وصرف التعويضات لأهالي الضحايا والمتضررين.
- تنفيذ خطوات تحقيق إستقلالية القضاء، وإستكمال الإجراءات الإصلاحية وفق معايير العدل والموضوعية، بعيداً عن الكيدية السياسية والحساسيات الشخصية.
***
طُرنا فرحاً بتحقيق هذه الإنجازات في فترة وجيزة.
ولكن سرعان ما تبين لنا أن الفرحة كانت مجرد حلم في ليلة رأس السنة!
فأدركنا أن طموحات اللبنانيين لن تتحقق مع هذه الطغمة السياسية الفاسدة والفاشلة.