بيروت - لبنان

اخر الأخبار

4 آب 2022 08:06ص جريمة المرفأ لحقت بسابقاتها..!

حجم الخط
إتصل السفير العربي السابق من بلاده ليسأل عن أحوال مرفأ بيروت بعد سنتين من الانفجار، و ماذا تغيّر في لبنان بعد هذه الكارثة، الثالثة من نوعها في العالم.
خجلت من لهفة السفير الصديق، والمحب للبنان واللبنانيين، على أوضاع بلدنا المنكوب بمنظومة سياسية قلوب أطرافها من أحجار الصوان، لا يشعرون مع معاناة شعبهم، ولا يعيشون تداعيات المآسي التي تحيق بالأكثرية الساحقة من اللبنانيين، ولا يهتمون بسقوط البلاد والعباد من علياء الإستقرار والإزدهار إلى أسفل قعر في جهنم.
أربكني الرد على الديبلوماسي المخضرم الذي عرف لبنان في الزمن الجميل، وتحسَّر على ما آلت إليه الأوضاع في بلد كان يُكنّى بسويسرا الشرق، وأصبح اليوم يُصنف بين الدول الأكثر فقراً والأكثر فساداً في العالم.
كيف أبرر مثلاً، الشلل المحيط بعملية التحقيق، وكأن الدولة لا تريد أن تأخذ العدالة مجراها لكشف حقيقة ما جرى في ذلك النهار الأسود، وتسبب في «إنفجار نووي»، دمَّر أحياء كاملة في العاصمة الثكلى، وشرّد الآلاف من العائلات من بيوتها التراثية الجميلة.
ماذا أقول عن إستفحال ظاهرة الإهمال المتمادي من قبل المسؤولين في تقديم الحد الأدنى من المساعدات الإنسانية والمادية، للمتضررين من التقصير الفادح من أجهزة الدولة، في معالجة وجود المواد المتفجرة في أحد عنابر المرفأ، وتجنيب البلد وأهله من أخطار إنفجارها.
كيف أصف مأساة أهالي الضحايا، من أمهات وزوجات، وآباء وأولاد، وأشقاء وشقيقات، وقد مضى على وجودهم في الشارع سنتين كاملتين، يتظاهرون ويعتصمون ويصرخون، والمسؤولون يصمون آذانهم، على طريقة: أذن من طين وأذن من عجين.
لقد تجرأت في النهاية وقلت للسفير الصديق: أنت تعرف لبنان وسياسيِّيه جيداً، لقد دخلت جريمة المرفأ مسار التعطيل والتضليل، كما سابقاتها من جرائم التفجير والإغتيالات الكبرى، التي أصبحت جزءًا من أرشيف التاريخ!
تحية وطنية ووجدانية لأرواح الشهداء الذين سقطوا نتيجة الإنفجار الزلزالي، وكل العزاء للأهالي الذين بدأ اليأس من العدالة يتسرب إلى نفوس العديد منهم.