بيروت - لبنان

اخر الأخبار

14 كانون الأول 2022 12:16ص حادثة الأشرفية: رسالة سياسية صارخة!

حجم الخط
ما حدث في الأشرفية مساء السبت الماضي مدان ومرفوض بأقسى معايير الإدانة والرفض.
خطورة هذا الحادث المضاعفة أنه حصل في فترة إحتقان سياسي، وتعبئة طائفية بغيضة، وفي ظل سلطة عاجزة ومفككة، غير قادرة على مواجهة أي إشكالات طارئة، تمسُّ الأمن القومي للبلد.
لا شك أن أطراف المنظومة السياسية الفاسدة تتحمل المسؤولية الكبرى في إشاعة أجواء الإحتقان الطائفي، من خلال اللعب على الأوتار الطائفية والمناطقية، وخطابات التحريض الشعبوية، لتغطية جرائمها في نهب البلد، وسرقة أموال المودعين، وإيصال البلاد والعباد إلى جهنم، والإستمرار في صراع المحاصصات، والتناحر من أجل الهيمنة على مواقع القرار، والتفرُّد بالحصول على مكاسب السلطة.
لا يهم النقاش الدائر حول هوية «المشاغبين»، أو المنطقة التي جاؤوا منها. لأن إفتعال مثل هذا الجدل من شأنه أن يُضيّع البحث عمن خطّط وحرّض على القيام بهذه المغامرة، تحت ستار الإحتفال بمناسبة رياضية، بعد تقدم المغرب إلى المربع الذهبي في نهائيات كأس العالم.
ليس سهلاً أن يتجمع مئة شاب «صدفة» في موكب واحد. وليس الأمر عفوياً في توجههم على دراجاتهم إلى الأشرفية بالذات، عوض أن يجوبوا مع أعلامهم وهتافاتهم، شوارع بيروت والكورنيش البحري، كما جرت العادة، وليس طبيعياً أن يتعمدوا ترداد الشعارات الإستفزازية في ساحة تعج بالمحتفلين ببهجة العيد الميلادي، وأُقيمت في أطرافها رموز دينية مسيحية.
هذه المعطيات البسيطة والواضحة، تقودنا إلى إستنتاجات أولية ترجح وجود جهة سياسية مُنظِّمة لهذه التظاهرة الملتبسة، وتكليف الشباب، أو على الأقل التغرير بهم، للذهاب إلى ساحة ساسين، قلب الأشرفية، وإفتعال الإشتباك مع شباب المنطقة، في إطار توجيه رسالة سياسية صارخة لمن يعنيهم الأمر.
فمن يقف وراء هذه التظاهرة غير البريئة والتي تم التخطيط لها بوقاحة، لا تقيم وزناً للإعتبارات الأمنية الحساسة في البلد؟
ومن هي الجهة السياسية أو الحزبية، التي أرادت توجيه هذه الرسالة الملغومة، ومن المقصود بها؟
تساؤلات لا تنفع التكهنات في الخوض بتفاصيلها، لأن على الأجهزة الأمنية والقضائية المختصة، أن تكشف كافة الملابسات التى أحاطت بهذه الواقعة، التي كادت أن تتحول إلى مشروع فتنة تُشعِل البلد !