أن يكون اللواء عباس إبراهيم تحت القانون، فهذا أمر طبيعي، بل بديهي من أحد كبار المسؤولين عن النظام والحفاظ على القانون.
أن يكون مدير الأمن العام شاهداً للإدلاء أمام القضاء بما هو متوفر من معلومات لدى أحد أبرز الأجهزة الأمنية حول الإنفجار الزلزالي في المرفأ، فهو أمر متوقع، بل وضروري نظراً لأهمية جهاز الأمن العام، ودوره في مرفأ بيروت.
أن تكون لدى اللواء عباس إبراهيم تقارير معلوماتية وتحليلية تُفيد مسار التحقيق الناشط في أخطر إنفجار عرفته الكرة الأرضية بعد القنبلة الذرية على هيروشيما، فهو إحتمال واقعي ومنطقي، معطوفاً على الدور الأمني الوطني للأمن العام.
أما أن تتحوّل مذكرة المحقق العدلي طارق البيطار إلى مادة للاتهام والتشهير، وتترافق مع حملات مفتعلة ومشبوهة على وسائل التواصل الإجتماعي، فهذا يعني أن ثمة مخططاً مُعداً سلفاً، ليس للنيل من كرامة المدير العام للأمن العام وحسب، بل هي محاولة مكشوفة للطعن بمصداقيته، بهدف تهشيم سمعته معنوياً أولاً، وصولاً إلى إغتياله سياسياً.
أحاديث الصفقات وتحويل الأموال التي تصدرت مضمون الرسائل على وسائل التواصل الإجتماعي كشف نوايا وأهداف أصحاب الحملة المغرضة، الذين صوّبوا على تشويه سيرة «وسيط الجمهورية»، الذي يحوز على ثقة كبار المسؤولين، ونجح في نسج علاقات مودة وإحترام مع مختلف القيادات السياسية، وكان بمثابة همزة وصل بين أهل الحكم كلما تقطعت سبل الحوار بينهم.
نجاحات «المفاوض في المهمات الصعبة» في تحرير رهائن «إعزاز» في بدايات الحرب السورية، ثم إنقاذ راهبات دير معلولا من سطوة جبهة أنصار الشام، وتأمين الإفراج عن العسكريين اللبنانيين من أسر الجبهة نفسها، وصولا إلى المساهمة في تحرير مجموعة من العائلة الحاكمة في الدوحة من خاطفيهم في العراق، ثم الإفراج عن مواطنين أميركيين من دمشق، مكّنته من بناء رصيد واسع وجدّي في الداخل وفي الخارج، وفتحت له الأبواب الأمنية والديبلوماسية في واشنطن، وصولاً إلى دائرة المستشارية الأمنية في البيت الأبيض.
ولكن مساعيه بين بعبدا وبيت الوسط إبان إحتدام الخلاف بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف كانت تتعرض في معظم الأحيان إلى «نيران صديقة»، ويتم إجهاضها قبل أن تصل إلى خواتيمها السعيدة.
وأتاحت مذكرة القاضي البيطار الفرصة للمتربصين بدور اللواء عباس إبراهيم الوطني والعربي، فكان أن وقعوا في شر أعمالهم، حيث قرر «حارس الأمن العام» أن يحتكم للقضاء ليقول كلمة الفصل، ويكشف حقيقة اللاعبين والمغامرين بأمن البلد واستقراره.