بيروت - لبنان

اخر الأخبار

5 شباط 2018 12:21ص حاكم... وفقير معقووووول ؟!

حجم الخط
في خضم حملات الفساد والصفقات، التي تكاد تشمل معظم القطاعات، يربط كثيرون بين السلطة والمال، لدرجة أن الأولى غالباً ما تكون مصدراً ليس للجاه وحسب، بل للثروات أيضاً!
ونادراً ما نسمع هذه الأيام أن سياسياً دخل السلطة، أو مسؤولاً تولى منصباً، وبقي على وضعه المالي كما دخل، حيث مغريات النفوذ، والتحكم بقرار الصفقات، يوفر موارد مالية كافية لتكوين الثروات، بين ليلة وضحاها!
ولكن كتب التراث الإسلامي، والتاريخ العربي، زاخرة بقصص وروايات عن نزاهة حكام تلك الأزمان، وحرصهم على المال العام، وصرفه على الفقراء والمحتاجين.
مِن تلك القصص ما يتم تناقله مؤخراً على وسائل التواصل الاجتماعي، من أن الخليفة العادل عمر بن الخطاب طلب من أهل حمص أن يكتبوا له أسماء الفقراء والمساكين بمدينتهم، ليعطيهم نصيبهم من بيت مال المسلمين.
وعندما وردت الأسماء للخليفة فوجئ بوجود اسم حاكم حمص «سعيد بن عامر» بين أسماء الفقراء. تعجّب الخليفة من أن يكون والي حمص من فقرائها، فسأل أهل الشأن عن سبب فقره! فأجابوه أنه ينفق راتبه على الفقراء والمساكين ويقول: ماذا أفعل وقد أصبحت مسؤولاً عنهم أمام الله تعالى.
وسألهم الخليفة هل تعيبون عليه شيئاً؟ أجابوا نعيب عليه ثلاثاً: لا يخرج إلينا ألا وقت الضحى، ولا نراه ليلاً أبداً، ويحتجب علينا يوماً في الأسبوع.
سأل الخليفة الوالي سعيد عن هذه العيوب، فأجابه هذا حق يا أمير المؤمنين، أما الأسباب فهي: لا أخرج إلا وقت الضحى، بعد أن أفرغ من خدمة أهلي، فأنا لا خادم لي، وزوجتي مريضة. وأما احتجابي عنهم ليلاً لأني جعلت النهار لقضاء حوائجهم، والليل جعلته لعبادة ربي. وأما احتجابي عنهم يوماً في الأسبوع لأني أغسل ثوبي وأنتظره ليجف لأني لا أملك ثوباً غيره!
تأكدت من صحة هذه الرواية من أكثر من مصدر، حتى أتيقن من أن هذا النموذج مِن الحكام لم يعد موجوداً اليوم!