بيروت - لبنان

اخر الأخبار

14 آذار 2019 12:12ص حكايات من دبي (الأخيرة) هل تقوى بيروت على الحروب..

حجم الخط
خاتمة حكايات دبي لا بد أن تكون عن بيروت، التي كانت قبل الحرب المدمرة، المدينة الحلم للشيخ محمد بن راشد، وكان يتمنى أن تصبح دبي يوماً مثل سيدة العواصم بيروت. «في الستينات كانت شوارعها النظيفة، وحاراتها الجميلة، وأسواقها الحديثة في بداية تلك المرحلة مصدر إلهام لي، وحلم تردّد في ذهني أن تكون دبي كبيروت يوماً ما... مَن يزور بيروت لا ينساها، ومَن يُعاشر أهلها لا يملك إلا العودة إليها».
في كلمات الشيخ محمد الكثير من الحب والحنان لبيروت التي كانت مدينة العرب، وجامعتهم، ومستشفاهم، ومركز أعمالهم، ومصرفهم، وجسر التواصل مع الغرب، وملاذهم وقت الشدّة، فضلاً عن كونها منبراً لشِعرهم ونثرهم وأدبهم، بل والذاكرة التي تحتضن الجغرافيا والتاريخ في خلطة وطنية وقومية، عزّ وجود مثيل لها في تلك الأيام.
بيروت اليوم ليست مثل بيروت الأمس، بل أصبحت بعيدة الشبه عن ذلك المشهد الرائع الذي كانت ترتع به، وتتغنج على إيقاع شعر نزار قباني، وغيره من فحول الشعر العربي.
ودبي اليوم ليست دبي الأمس. لم تكتفِ باستلهام تجربة بيروت العمرانية والاقتصادية، بل سبقتها بأشواط. وطوّرت مفاهيم الدور الإقليمي، ووسّعت أبعاد العلاقة التفاعلية مع حركة التجارة العالمية، واقتربت من الهدف الذي يسعى له الشيخ محمد بجعلها مدينة عالمية.
الذين عرفوا بيروت أيام العز، يرون في دبي بعض مشاهد المجد التليد لبيروت. الشوارع النظيفة، الحدائق والساحات وجوانب الطرقات زاهية الألوان بالزهور الجميلة، المباني الحديثة التي تجاوزت ما كان في بيروت في تلك الفترة، طرقات وجسور وأنفاق حديثة، وحركة سياحية ناشطة في الفنادق والمنتزهات والمطاعم، وإقبال على المجمعات الاستهلاكية والمولات الجديدة التي أخذت دور أسواق بيروت القديمة.
تعود من دبي، والتساؤلات المحيّرة تنهش أفكارك: متى ستنهض بيروت من جديد وتقوى على ركام الحرب، وعلى الحروب الطائفية والمذهبية والمناطقية التي تحاصرها من كل حدب وصوب؟