بيروت - لبنان

اخر الأخبار

11 أيلول 2021 08:31ص حكومة ليس بالإمكان أحسن مما كان..!!

حجم الخط
وأخيراً أصبح للبنانيين حكومة، بعدما كادوا أن ينسوا وجود الدولة المتهاوية، وبعدما فقدوا الثقة بقدرة المنظومة الحاكمة على تأليف حكومة قادرة على إخراج البلد من من أودية جهنم.

 هي حكومة» ليس بالإمكان أحسن مما كان»، تُعبر عن الواقع السياسي الراهن، بعيدة عن مواصفات الحكومات المثالية، ولا تُجسّد صورة المبادرة الفرنسية، لأنها تركت الإختصاص لأهله، وجمعت بين المكونات السياسية الرئيسية، مع الإستعانة ببعض الوجوه والكفاءات الجديدة.

 يعترف رئيس الحكومة الوليدة بالصعوبات والتحديات التي تعترض مهماته المعقدة، ولكنه لا يعتبرها مستحيلة، وهو قادر على تخطي العديد من المطبات السياسية والمالية، في حال إستطاع تحويل حكومته إلى فريق عمل منسجم، يستطيع الإنتاج والإنجاز، بعيداً عن المتاريس السياسية التي كانت تنتصب على طاولة مجلس الوزراء وتُعطل إتخاذ القرارات اللازمة في الحكومات السابقة.

 لا أحد يتوقع أن تُحقق الحكومة الجديدة المعجزات بكبسة زر، فلا رئيسها يحمل عصا موسى، ولا يدعي قدرات سليمان الخارقة. وطموح اللبنانيين في حده الأدنى من التواضع، ولا يزيد عن مطالب بسيطة، ولكنها أصبحت ضرورية في حياتهم اليومية، مثل عودة الكهرباء ولو لساعات معدودات في اليوم، وإنهاء طوابير الذل أمام محطات البنزين، ولو عبر رفع الدعم، ومضاعفة الأسعار الحالية، وتأمين مادة المازوت للمؤسسات والمولدات والمستشفيات والأفران بدون أسعار السوق السوداء، ثم وقف تدهور الليرة أمام الدولار، وإعادة أسعار السلع الغذائية والحيوية إلى وضعها الطبيعي بعد لجم موجات الغلاء المتلاحقة.

 هذه الخطوات لا تتطلب حصول معجزات، بقدر ما تستوجب الإسراع في بلورة وتحقيق برنامج إنقاذي وإصلاحي أولي يفتح أبواب المساعدات الخارجية، ويُكرّس دور الحكومة كمحاور شرعي ومعترف به من المؤسسات الدولية، للبحث في خطوات الدعم الخارجي لمساعدة الاقتصاد اللبناني في إستعادة عافيته، بعد وقف الإنهيارات الراهنة.

 ولا بد من القول بأن المودعين ينتظرون خطوات مدروسة وعاجلة من الحكومة للحد من عمليات النهب المنظم لأموالهم من المصارف، وتحسين مستوى السحب من البنوك بالليرة أو الدولار.

 هل تستطيع الحكومة الميقاتية تحقيق مثل هذه المهمات؟

إنها مهمات صعبة..، ولكنها ليست مستحيلة، كما قال رئيس الحكومة نفسه!