بيروت - لبنان

اخر الأخبار

21 أيلول 2021 08:01ص حول الترويج لزيارة ميقاتي إلى الرياض

حجم الخط
لم يشعر اللبنانيون بوجود الحكومة الجديدة بعد.

 ومن حق الرئيس نجيب ميقاتي أن يقول إنتظروا نيل الثقة، وخذوا ما يُدهش العالم ! ولكن ثمة قلق من بعض الأساليب الملتوية في عرقلة إنطلاقة الحكومة، وإجهاض جهود رئيسها على مستوى إصلاح العلاقات مع الأشقاء العرب، خاصة مع المملكة العربية السعودية.

 التسريبات التي تم تعميمها على وسائل التواصل الإجتماعي في الأسبوع الماضي، والتي كان محورها زيارة محتملة لرئيس الحكومة إلى الرياض، في خطوة لإعادة العلاقات إلى طبيعتها بين البلدين، كان الهدف منها إشاعة أجواء غير مناسبة تعطل أي خطوة يفكر رئيس الحكومة بإتخاذها بإتجاه السعودية.

 صحيح أن العلاقات الأخوية التي تجمع لبنان والمملكة السعودية تمر في مرحلة حرجة وغير مسبوقة، لا في التوتر، ولا في البرودة غير الطبيعية التي تسيطر عليها اليوم. والأسباب أصبحت معروفة في الوسطين السياسي والإعلامي، ولا تحتاج إلى مزيد من الشرح والتفصيل.

 بغض النظر عن شخصية رئيس الحكومة وطبيعة علاقاته مع المملكة، فقد أعلنت الرياض أكثر من مرة أن مواقف السعودية من الوضع اللبناني تتحدد على خلفية المواقف التي ستتخذها الحكومة من المسأئل التي تهم القيادة السعودية، بدءاً من مشاركة حزب الله في تدريب الحوثيين في اليمن، وصولا إلى عودة لبنان إلى الصف العربي، ومغادرته المحور الإيراني،والتحفظ الذي أبدته الرياض من ملف تأليف الحكومة، يؤكد على سياسة المراقبة والمتابعة الحثيثة لتطور الموقف اللبناني من هاتين المسألتين، حتى يُبنى على الشيء مقتضاه، وخاصة في ملف تقديم الدعم المالي، حيث يؤكد المسؤولون السعوديون عدم تخليهم عن سياستهم التقليدية في مد يد العون والدعم للأخوة اللبنانيين، شرط أن يكون أهل البلد أنفسهم حريصين على تحييد بلدهم عن محاور المنطقة، ولا يُتخذ كساحة لتصفية الحسابات في الصراعات المُحتدمة في المنطقة.

 من هنا فإن ترويج بعض الأطراف المغرضة لزيارة مزعومة لرئيس الحكومة إلى العاصمة السعودية، فيه من سوء النية والغباء السياسي ما يفوق التعبير عن حسن نوايا مزعوم، ظاهره طيّب، وباطنه مُريب، لأنه استبق الإعداد الجيد للزيارة المتوقعة لرئيس الحكومة، والتي قد يتأخر تحديد موعدها بإنتظار ما ستؤول إليه إنطلاقة الحكومة، خاصة على الصعيدين السياسي والإصلاحي.

 ولا ننسى القول المأثور «من يستعجل الشيء قبل أوانه يُعاقب بحرمانه»!