بيروت - لبنان

اخر الأخبار

1 آب 2022 08:02ص خسارة بنكهة الفوز

حجم الخط
أكمل منتخب لبنان لكرة السلة مسيرته البطولية لكأس آسيا قبل أسبوع، ووصل بعد انتصارات أدهشت محبّي كرة السلة إلى المباراة النهائية بمواجهة المنتخب الأسترالي مصمّمًا على انتزاع البطولة، ليهديها إلى الشعب اللبناني المتألّم تحت وطأة الضغوط المالية والاقتصادية الهائلة التي تدفع به إلى القعر يومًا بعد آخر.
كانت المباراة بين المنتخبين اللبناني والأسترالي محطّ أنظار العالم كله، وتخلّلها حبس أنفاس قلّ نظيره عندما بدأ المنتخب اللبناني بالضغط في الملعب دفاعًا وهجومًا حتى اللحظات الأخيرة من المباراة التي لو امتدت لدقيقة واحدة إضافية، لكانت غيّرت النتيجة النهائية. أنظار العالم أكدتها قناة CNN الأميركية التي أعدّت تقريرًا عن «ماراتون» المنتخب اللبناني لكرة السلّة في بطولة آسيا، والتّي حلّ بها رجال الأرز في المركز الثاني بعد أستراليا، حيث كان لافتًا المستوى البطولي للبنانيين في الوصول إلى النهائي بالرغم من كلّ المعوّقات والأزمات التي تعصف بالبلاد. ربح المنتخب اللبناني المباريات التي خاضها ضدّ أندية آسيا بأداء منقطع النظير، وخسر في المباراة النهائية ضدّ منتخب أستراليا الذي انضمّ إلى الاتحاد الآسيوي حيث أصبح العضو الوحيد فيه من قارة أخرى وهو يحتل المرتبة الرابعة في العالم، فيما المنتخب اللبناني في المرتبة الرابعة والخمسين، ولو قُدّر للمنتخب اللبناني الفوز لكان غيّر الترتيب العالمي.
مهما يكن من أمر إنها خَسارة بنكهة الفوز، ونتيجة مشرِّفة تكلّلت بحصول لاعب منتخبنا وائل عرقجي لقب «أفضل لاعب في بطولة كأس آسيا لكرة السلة 2022» لننتزع شهادة جديدة للتفوّق اللبناني في المحافل الاقليمية والدولية، وتبقى التهنئة أقلّ بكثير من حجم التقدير والإكبار. أما الخسارة الحقيقية فيعيشها كل لبناني في وطنه يوميًا بماله وصحته واقتصاده وحتى في كرامته إلى حدّ الإذلال في الطوابير من المحروقات وصولًا إلى الخبز اليومي «الناشف» الذي لم يعُد عرق الجبين كافيًا لأكله بل بات مغمّسًا بالقهر وحريق الأعصاب للحصول عليه. ورغم ذلك صبر اللبنانيون على كل شيء في وطنهم لا بل نسوا أنفسهم وذهبوا إلى صناديق الاقتراع وسلّموا أمرهم إلى من يحمل قضاياهم، لكنّ الخيبة كانت بانتظارهم نتيجة أداء بعيد كل البعد عن الأصول البرلمانية ولا يبشّر بالخير. حبذا لو يقتدي السياسيون بمنتخب كرة السلة فيحملوا للبنانيين أداءً مشرّفًا بدل الخيبة المُضافة.