بيروت - لبنان

اخر الأخبار

3 تشرين الثاني 2018 12:05ص خفافيش الظلام وجريمة المنيا الإرهابية

حجم الخط
العملية الإرهابية ضد الإخوان الأقباط في مصر، هي حلقة جديدة من المسلسل الإجرامي الخبيث الذي لا يستهدف أمن مصر وإستقرارها الوطني فحسب، بل يندرج في صلب المخطط المدمر الذي إجتاح المنطقة العربية منذ العام ٢٠١١، وعمل تقتيلاً وتدميراًفي البشر والحجر .
الرسالات السماوية إنطلقت من هذا الشرق الذي عاشت شعوبه آلاف السنين في سلام ووئام، في إطار من التعددية الدينية والثقافية والحضارية، وصمدت أمام الغزوات الهمجية، الزاحفة من الغرب حيناً، ومن بلاد المشرق البعيد أحياناً، وحافظت على ألوانها القومية والدينية التي شكلت مشهداً حضارياً مميزاً، إفتقدت مثله أوروبا والدول الغربية الأخرى ردحاً طويلاً من الزمن .
موجات الفتن والتطرف التي تعم بلدان الإضطرابات العربية حالياً، لا تمت إلى أخلاق وتقاليد وحضارة شعوب المنطقة بصلة، وكشفت الحرائق المتنقلة الكثير من الملابسات التي كانت محيطة بظهور الحركات والتنظيمات المتطرفة، والتي إرتكبت كماً من المجازر والجرائم البشعة، لتأجيج الصراعات الدموية، وتقويض النظام الأمني العربي، وإشعال نيران الفوضى المدمرة لبلدان وشعوب المنطقة .
لم يعد سراً أن داعش وأخواتها من التنظيمات الإرهابية، نشأت وترعرعت في كنف أجهزة مخابرات أميركية وأوروبية، وحظيت بتمويل مشبوه، تارة بسهولة الإستيلاء على مئات الملايين من فرع البنك المركزي في الموصل، وعبر تجارة النفط السوري لسنوات تارات أخرى. فضلاً عن إستمرار بعض دول المنطقة بتوفير الدعم والتمويل لبعض فروع هذه التنظيمات، خاصة المتمركزة في سيناء وعلى الأراضي المصرية .
المواجهات المستمرة بين الجيش المصري والتنظيمات الإرهابية، هي جزء من المعركة الشرسة التي تخوضها مصر حالياً لحماية أمنها القومي، وإستعادة الدورة الإقتصادية والسياحية الناشطة، والتي تعرضت لنكسات قوية في السنوات الأخيرة .
مرة أخرى، جريمة المنيا مدانة ومستنكرة بكل المعايير الوطنية والقومية والدينية، والإسلام منها براء، وإن حاول المجرمون إستغلال شعارات الدين الحنيف!
وسيبقى الشعب المصري الشقيق، بمسلميه ومسيحييه، أقوى من خفافيش الظلام ووحشيتهم وإجرامهم، التي لن تستطيع النيل من الوحدة الوطنية المصرية الصلبة.