بيروت - لبنان

اخر الأخبار

22 أيلول 2021 07:38ص خيارات فريق العهد بين الإنقاذ والإنهيارات!

حجم الخط
أما وقد نالت الحكومة الثقة النيابية بعدد من الأصوات أكثر من المتوقع، فلم يعد ثمة مجال لأي تأخير، ولا حتى أي تردد، لإطلاق الورشة الإصلاحية والإنقاذية المنتظرة، بهدف الحد سريعاً من وقف الإنحدار، والبدء بإستعادة الأنفاس للخروج من لظى جهنم المستعرة، والتي أحرقت الأيام الحلوة من حياة اللبنانيين.

 طبعاً، رئيس الحكومة لا يملك عصا موسى، ومشاكل لبنان المستعصية لا تُحل بكبسة زر، وسبيل الإنقاذ طويل ومتعرج، وقد يُصادِف العديد من العراقيل والعقبات، فضلاً عن الفترة الزمنية اللازمة ليبدأ الخيط الأبيض يظهر في عتمة هذا الظلام المخيم على البلاد.

 الكل يُدرك أن مهمة الحكومة الميقاتية صعبة، بل بالغة الصعوبة والتعقيد، ولكنها ليست مستحيلة، كما قال رئيسها نفسه. ولكنها لن تستطيع العمل والإنجاز إذا لم تتوفر لها الأجواء السياسية المناسبة من الهدوء، والإقلاع عن المزايدات الشعبوية، لاسيما من فريق العهد نفسه، الذي يُخشى أن يكون لديه أجندة حزبية وشخصية، مختلفة عن الأولويات التي على الحكومة الجديدة مراعاتها، لإستعادة ثقة الدول المانحة، وفتح أبواب الحوار مع المؤسسات المالية الدولية، وخاصة صندوق النقد الدولي، للحصول على المساعدات المالية الفورية.

 إن أجواء التشويش التي أحاطت في إحتمال زيارة ميقاتي للرياض، كشفت أن ثمة فريقاً من حلفاء العهد وفريقه لا يتورع عن الإستمرار في إرتكاب الموبقات السياسية، والضرب بمصلحة الوطن عرض الحائط، سعياً لإنتصارات وهمية، أو لهثاً وراء مكاسب آنية، لا تُسمن ولا تُغني عن جوع.

 وفي حال سيطرة لوثة الإنتخابات النيابية والرئاسية على مواقف هذا الفريق، سيخسر لبنان، ومعه كل اللبنانيين، المزيد من فرص الإنقاذ والإصلاح، وتبقى الأوضاع المتردية تتحكم بمصير البلاد والعباد، حيث من الصعب عندها أن يكون ثمة خروج من جهنم قريباً، وتستمر عندها الإنهيارات اليومية التي تضرب كل مرافق الحياة اليومية .

 هذا الإحتمال البشع يفرض على الجميع حسم خياراتهم: بين متطلبات الإصلاح والإنقاذ، أو إبقاء البلد يتخبط في مهاوي الإنهيارات الحالية، وفقدان ما تبقى من مقومات دولة ووطن!