بيروت - لبنان

اخر الأخبار

2 آب 2022 08:07ص دولة تفتقد إلى رجال دولة..!

حجم الخط
ليس سهلاً أن تتزامن ثلاثة أحداث مهمة في يوم واحد، مع حالة الضياع التي تُهيمن على مواقع القرار في الدولة، والإنقسامات التي تعطل آلية إتخاذ القرارات الحاسمة في السلطة.
كم كان مخزياً أن يتمكن الموفد الأميركي آموس هوكشتاين من تجاوز خلافات الرؤساء الثلاثة، ويفلح في جمعهم بقاعة واحدة في القصر الجمهوري، وهم الذين مضت أسابيع طويلة دون أن يلتقوا، سواء ثنائياً أم ثلاثياً، وتُباعد الخلافات السياسية والشخصية بينهم، دون أي إعتبار لمصالح البلاد والعباد المتضررة بسبب تعطيل السلطة التنفيذية، والعراقيل التي توضع في درب الولادة الحكومية.
طلب الديبلوماسي الاميركي أن يلتقي مع رؤساء الجمهورية ومجلس النواب والحكومة في إجتماع مشترك، يعكس حالة إنعدام الثقة الخارجية بالمنظومة الحاكمة، التي غالباً ما تتنافض مواقفها المعلنة مع ما يتم بحثه في الغرف المغلقة، فضلاً عن التباينات التي تظهر في كلامهم في المحادثات المنفردة. أما نتائج الإجتماع فقد إختصر هوكشتاين وصفها بكلمتين: متفائل والتوقيع خلال إسابيع قليلة. فيما الجانب اللبناني إلتزم الصمت وإكتفى رئيس الحكومة برفع إبهامه للصحفيين علامة الإيجابية الصامتة! على عكس الواقع الذي إنتهت إليه جلسة المحادثات.
عيد الجيش كان الحدث الثاني المهم أمس، حيث جمع الرؤساء الثلاثة على مضض تحت خيمة واحدة، غاب عنها الود اللازم بين كبار المسؤولين، ولم يكلف الواحد منهم نفسه عناء الحديث مع الآخر عن التدهور المخيف الذي وصلت إليه الأوضاع في البلد، والخطوات الواجب إتخاذها لوقف الإنحدارات المستمرة، وإعادة الحياة لشرايين الدولة.
لا داعي للتذكير أن المسؤولين إستمروا بتجاهلهم للظروف الصعبة التي تمرُّ بها المؤسسة الوطنية، بعد إنهيار رواتب العسكريين، والتخفيضات المتلاحقة في ميزانية الجيش الباسل.
الحدث الثالث أعاد اللبنانيين إلى ذلك اليوم الأسود في الرابع من آب ٢٠٢٠. إنهيار صوامع مما تبقَّى من الإهراءات في المرفأ، يعني أن التحقيق في جريمة العصر مستمر في الإنهيار منذ توقف أعمال المحقق القضائي منذ سنة تقريباً. المسؤولون يعلمون أن الحرائق المشتعلة منذ أيام في الإهراءات تشكل خطراً على إنهيار الصوامع المتصدعة، ومع ذلك لم يحركوا ساكناً، وكأن المطلوب هو التخلص من بقايا الإهراءات، وما تحمله من آثار الجريمة النكراء.
أحداث مهمة في دولة تفتقد إلى رجال دولة يدركون مسؤولياتهم الوطنية في هذه المرحلة السوداء من تاريخ لبنان.