تفتح الشباك والبلد كله سجن منداس
تمسك الثواني فالعمر فاني وكل لحظة قرار لماح
تنثر التوقعات
فاليوم سأغير كتاباتي وأرمي الاحساس
فالواقع لم يعد يحتمل وكل شيء يمشي طلوع ونزول
فكل يوم ننام على خبر ونستيقظ على اخبار
نسابق الزمن والعمر حردان
ضربة من هنا وضربات من هناك والدولار يحلق ساحباً ما تبقى من اموال الناس
لينقسم الوطن اقسام .. اقسام
فلنبدأ على السكيت وببراءة ماذا لدينا
في جعبة الساحر :
لدينا طبقة غنية ميسورة ومسرورة
لدينا في القاع طبقة فقيرة مسحوقة
تتكلم معدتها الخاوية كما في الافلام
وصدقاً لا احد يصدق الى اين وصلنا كرجاً واملاء
لدينا طاولات تمتد في المطاعم المكتظة
وطناجر فارغة في مطابخ تئن ..
لدينا في الوسط ما بين فوق وتحت
طبقة تمثل على ذاتها انها بخير
تحاول ان تبتدأ من جديد وهي ضائعة
اما الارنب في جعبة الساحر
فهي الطبقة الجديدة التي تبيع بالدولار
المتقلب لترتفع كالصاروخ الحارق
وهذا غيض من فيض في بلد لم يعد لنا
لدينا اساتذة تعليم بلا حضور
لدينا قطاع عام يتأبط اضراب موظفي
لدينا دواليب بلد مثقوبة
تقف حائرة غير محتارة
كيف صار فينا هيك .. كيف سمحنا ان نصبح موضوع اخذ بدون رد
ما بين دولار راقص على اوجاع الناس
واضراب مصارف وطوابير على رصيف مزدحم من ناس وناس
وكيف .. كيف اصبحت حياتنا مؤلمة لدرجة العجز عن مساعدة الكم الهائل من العائلات المتعففة
كيف جعلنا من انفسنا اصنام خوف...
في بلد الفجور
وكم هو بشع ان لا يكون للحياة عنوان
وان تصبح المعيشة ثقب يرمى فيه تعب الايام
وخنق دمع ليالي عجاف
وجنى العمر .. يتفرج وهو مفقود مفقود
كم اشعر بذاتي جبانة .. غريبة
تربينا في بلد
ان القانون فوق الكل
ليعربش الكل على القانون
تربينا ان العدالة سامية
ليحارب العدل
تربينا ان نكون مسالمين لا نأخذ حقنا بيدنا .. فانت لست في غابة
لتستيقظ في ليل بهيم على صدى الرصاص
او استشهاد جندي في جرود جرداء من الانسانية
ولا يحق لأحد ان يناقش
فالكل مشغول بانتخاب رئيس معلوم..
والبلد خلوق ينتظر ..
كل مرة اقرر الا اكتب
فالكلمات تحرد
ومع هذا الواقع ينادي الكلمة
فما يجري اكبر من كلمات
انه واقع مخنوق
قالت لي :
انني صائمة قلت لها الحمد لله
قالت لي امس فطرت على خبز فقط
قالت لي الثلاثاء اضراب مصارف
اجابها الدولار المبتسم سأرتفع
وسأصبح جني الساحات
واسرق ما تبقى من جني العمر
سألتني راتبي بسيط
فانا معلمة الاجيال
كل يوم اقول للتلامذة
السعادة اغنى من المال
اجابها بنزين السيارة
تسعيرتي حسب الدولار
عرفت انها مسحوقة فقر زاحف في بلد
استغنى عن عملته الوطنية رمز سيادته ...
معك ليرة اذن انت لبناني
معك جنيه اذن انت مصري
معك درهم اذن انت اماراتي
الا في لبنان معك ليرات
اذن انت فقير
والسرقة حرام شرعاً وحياة ..
والكل مذنب والبلد في مرحلة
اللا حياء ...
والغاء عملة وطنية
دولرة الناس
نظرت الي
اجابها الحرف
والحرف واحد
انها سياسة الانهيار والافقار
انها سياسة فقر الاخلاق امام وجع الناس
انها سياسة التطنيش امام صرخة جوع
ورمضان على الابواب
والناس صائمة قبل الميعاد
صمتت الايام والايام متشابهة
والناس تعودت الاغلاق والفتح
احتارت الايام
والناس صامته امام بشاعة الحلول
وكل شيء في انهيار والاخلاق تتهاوى
والدولار سيد الساحات
وخبير مالي من هنا وفاسد بالمرصاد
والناس ضايعة .. والدولة قاشعة
والشمس طالعة
والفساد استوطن في وطن
متروك مشلوح .. لتنبؤ العرافات
انه زمن الغفوة
غفوة شعب وغفوة ادارة
والنتيجة انه لم يعد ينفع الكلام
وان الكتابة خدعة ووهم
في زمن دولرة الناس
معك دولار
اذن انت جني الساحات والامسيات
هس الكل نيام .. والفساد واع .