بيروت - لبنان

اخر الأخبار

26 آب 2022 12:05ص رئيس على مين.. وحكومة على شو..!

حجم الخط
لم يعرف لبنان في تاريخه الإستقلالي مثل هذه المرحلة السوداء التي شملت تداعياتها مختلف مرافق الحياة اليومية، وبدأت تُطيح بما تبقّى من مقومات الدولة، وجودها، دورها، وفعاليتها السياسية والأمنية والرعوية.
المشهد الدرامي لواقع السلطة المتردي، لا يخلو من المهـازل المضحكة، حيث يتنافس المقربون من رئيس الجمهورية والرئيس المكلف في المبارزات الكلامية التي لا تُسمن ولا تُغني من جوع، ولكنها تزيد الأمور تعقيداً، فوق تعقيد، وتسد كل منافذ التوصل إلى مقاربات مشتركة على طريقة لا يموت الديب، ولا يفنى الغنم.
والأغرب من كل ذلك أن جماعة بعبدا يخوضون المعارك بحجة الدفاع عن موقع الرئاسة وصلاحيات الرئيس، دون الإلتفات إلى أن الجمهورية أصبحت هيكلاً بلا مضمون. فيما ترد جماعة السراي بكيل الصاع صاعين، مدافعة عن صلاحيات الرئيس المكلف الدستورية بتأليف الحكومة، دون الأخذ بعين الإعتبار تهاوي مؤسسات الدولة وإداراتها الواحدة تلو الأخرى، وتكاد تصبح خاوية على عروشها.
موظفو القطاع العام ما زالوا تحت تخدير الأضراب رغم إعلان عودتهم إلى العمل ، دوائر القضاء في شلل تام بعد فشل المحاولات الخجولة لفك إضراب القضاة والنيابات العامة. موظفو الإتصالات في الشارع مطالبين بحقوقهم. الموسم المدرسي في خطر حقيقي بسبب عجز الأهالي عن تأمين أقساط أولادهم. العتمة تلف البلد من أقصاه إلى أقصاه، ولا أحد يخجل أو يرف له جفن، وتفلت الأسعار في أوجه دون حسيب أو رقيب،
الديبلوماسيون في الخارج لا تصلهم رواتبهم ويعيشون على مساعدات أبناء الجاليات اللبنانية.
لا ندري ماذا بقي من الجمهورية حتى يكون لها رئيس،
ولا نعلم ماذا بقي من الدولة حتى يكون لها حكومة ورئيس حكومة!