بيروت - لبنان

اخر الأخبار

13 نيسان 2019 12:34ص رزق الله على أيام الحرب...؟

حجم الخط
ليس سهلاً أن يترحّم بعض اللبنانيين في ذكرى ١٣ نيسان على أيام الحرب، رغم كل ما سادها من قتل وذبح، ورغم كل ما نشرته من خراب ودمار في مختلف المناطق اللبنانية!
«رزق الله على أيام الحرب»، عبارة تسمعها من سائق السيارة العمومية، ومن صاحب الدكان، ومن ربّ العائلة، ومن كل الناس الذين يئنّون اليوم تحت وطأة البطالة والكساد، ومن ضغوط الأزمة الاقتصادية المتفاقمة، فضلاً عن مشاعر الخوف والقلق من الغد التي تنهش بحياة اللبنانيين، بسبب حالة العجز وعدم الاستقرار السياسي في الداخل، والعواصف التي تضرب المنطقة في الخارج.
ليس سهلاً أن تنسى الأجيال التي عاشت ويلات الحرب مآسي تلك الأيام السوداء، ولكن الصراع المرير الذي تخوضه هذه الأجيال من أجل الحصول على لقمة العيش، وما يلبي الحاجات الضرورية للأولاد والعائلة، جعل معاناة الناس هذه الأيام أسوأ وأشدّ مرارة من تلك الأيام السوداء.
في فترة الحرب، كانت آمال اللبنانيين كبيرة بالتغيير نحو تحديث النظام السياسي، وتحقيق الإصلاحات النوعية، للحفاظ على ميزة النظام الديموقراطي الذي كان يتفرّد به لبنان بين دول المنطقة. ولكن سنوات ما بعد الحرب، كانت أكثر وبالاً على طموحات التغيير والتحديث، التي كانت تنادي بالتخلص من الطبقة السياسية المتهمة بتحويل «الدولة إلى مزرعة»، فتبين أن الدولة المزرعة حققت الاستقرار السياسي، والازدهار الاقتصادي، والبحبوحة المالية، وجعلت من العاصمة بيروت المدينة الأولى في دنيا المال والأعمال لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.
في سنوات ما بعد الحرب، افتقد اللبنانيون الكهرباء والمياه، وتحوّلت شوارع مدنهم وشواطئ بلدهم إلى مكبّات للنفايات، وتحوّل لبنان من بلد تفيض فيه خزائن البنك  المركزي بالاحتياطات النقدية والذهبية، إلى بلد يرزح اقتصاده تحت أعباء ديون وصلت إلى مئة مليار دولار، بسبب سياسات النهب المنظم لموارد الدولة، وطغيان صفقات الفساد والسمسرات على مشاريع البنية التحتية وخطط التنمية، وصولاً إلى شفير الإفلاس والانهيار المالي، الذي تحوّل شبحه الحالي، وما يحوم حوله من تحليلات وتوقعات، إلى كابوس دائم يُهيمن على حياة السواد الأعظم من اللبنانيين!