بيروت - لبنان

اخر الأخبار

10 أيار 2022 07:09ص رسالة مفصلية من المغتربين إلى المقيمين..

حجم الخط
الإقبال غير المسبوق من اللبنانيين في بلاد الإنتشار على التصويت بكثافة في صناديق الإقتراع في أكثر من خمسين بلداً في العالم، رفع سقف المشاركة الإنتخابية عالياً، وبعث برسالة قوية إلى اللبنانيين المقيمين تدعوهم إلى رفع الصوت عالياً في وجه المنظومة السلطوية، والتصويت بقوة للوائح المعارضة، لإحداث التغيير المنشود في البنية السياسية، والتخلص من سرطان الهدر والفشل والفساد.
أن تصل نسبة المشاركة في التصويت إلى ٦٠بالمئة في بلدان الإغتراب، فهذا يجب أن يعني أن معدلات التصويت في الوطن الأم ستتجاوز النسبة الإغترابية بأشواط، لأن الناخبين المقيمين يعانون من ظلم المنظومة الحاكمة وعجزها، أكثر بكثير من أجيال الشباب والعائلات التي إضطرت للهجرة تحت وطأة الإنهيارات المتلاحقة في البلد، وإمعان أطراف السلطة في التسابق على نهش ما تبقى من مرافق الدولة ومواردها التي وصلت إلى مستوى النضوب والجفاف.
لا مجال لمقارنة الظروف المناخية والنفسية التي تحمَّلها المقترعون في بعض بلدان الإغتراب، من الأجواء الحارة في الدول الخليجية، إلى الرياح الباردة في عدد من الولايات الأميركية، بالمناخ المعتدل حالياً في لبنان، فضلاً عن مآسي المعاناة المعيشية اليومية، التي من المفترض أن تدفع كل لبناني بالتوجه إلى صناديق الإقتراع، للإنتقام من السياسيين الفاسدين الذين أوصلوا البلاد والعباد إلى جهنم الإفلاس والفقر.
لقد أسقط المغتربون دعوات المقاطعة للإنتخابات من خلال الإقبال الكثيف على التصويت، سعياً للتغيير المنشود في تركيبة السلطة الفاسدة، وتمسكاً بإرادة بناء الدولة على قواعد راسخة من الشفافية والعدالة والمساواة، بعيداً عن أساليب الزبائنية والإستغلال الطائفي والمناطقي والحزبي لمواقع السلطة، الذي تمارسه المنظومة الفاسدة.
بالأمس رسم المغتربون خريطة التغيير، وحددوا سبل الخلاص من كابوس الأزمات المتراكمة، من خلال الإقبال على المشاركة في العملية الإنتخابية والتصويت بكثافة، لتغيير قواعد اللعبة، وقلب الطاولة في وجه السياسيين، مصاصي دماء هذا الشعب المقهور.
رسالة المغتربين، وخاصة أجيال الشباب، هي بمثابة أمانة في أعناق كل عائلة، وكل لبناني مقيم على أرض الوطن.
فهل نكون على مستوى هذه الرسالة الوطنية المفصلية؟