بيروت - لبنان

اخر الأخبار

17 أيار 2022 07:10ص رياح عاتية في عز موسم الصيف؟

حجم الخط
بات واضحاً أن الصوت الشبابي نجح في إقتحام قلاع زعامات سياسية تقليدية في أكثر من دائرة إنتخابية، وساهم في إطلاق موجات التغيير في البنية السياسية للسلطة التشريعية، بما يُمهّد لتحقيق حلم طال إنتظاره في تفكيك أوصال المنظومة السياسية الفاسدة، وإنتشال البلاد والعباد من دوامة الإنهيارات والأزمات الراهنة.
الواقع أن نتائج الإنتخابات أحدثت تغييراً صادماً، ليس على مستوى التمثيل الشبابي وحسب، بل وأيضاً في معادلة التوازنات الداخلية، وفي رسم خريطة جديدة للقوى السياسية في مجلس النواب، ستظهر آثارها سريعاً في أول إستحقاق يواجهه المجلس المنتخب في إختيار رئيس للولاية.
ومن نافلة القول الإشارة إلى أن إنتخابات رئاسة المجلس ستشهد أول مواجهة بين الفريق السيادي وقوى التغيير من جهة، والثنائي الشيعي وحلفائه في محور الممانعة من جهة ثانية، ستحدد نتائجها إتجاهات المسار السياسي للبلد في المرحلة المقبلة، وخاصة بالنسبة لتأليف الحكومة الجديدة وإختيار رئيسها، وما يلي ذلك بعد بضعة أشهر بالنسبة لإنتخابات رئاسية الجمهورية.
في البلدان الديموقراطية العريقة، تخضع القوى والأحزاب السياسية لنتائج الإنتخابات النيابية، وتحترم إرادة الناخبين في تحديد خياراتهم الحزبية أو السياسية، وتشكل الإنتخابات فرصة لتداول السلطة بين الأطراف السياسية، على قاعدة الأكثرية تحكم، والأقلية تعارض وتراقب وتحاسب. أما في لبنان فكانت بدعة الحكومات التوافقية تضرب بتلك القاعدة الديموقراطية الذهبية عرض الحائط، وتؤدي إلى تعطيل فعالية السلطة التنفيذية، وتحول دون قيام الحكومات المتعاقبة بمسؤوليتها الوطنية والخدماتية والإنمائية، ولعل مشكلة الكهرباء المتفاقمة منذ عقود من الزمن تبقى المثل الصارخ لفشل صيغة الحكومات التوافقية في إدارة شؤون البلد.
ولكن السؤال الذي يُقلق اللبنانيين غداة ظهور نتائج الإنتخابات والبلورة خطوط الخريطة السياسية الجديدة: هل ستُسلم أطراف محور الممانعة، وخاصة حزب الله، بالواقع السياسي الذي أفرزته الإنتخابات التشريعية؟ أم تُرى أن لبنان سيتعرض لما يُشبه الأزمة العراقية المتمادية التي أعقبت الإنتخابات النيابية في بلاد الرافدين وأسفرت عن خسارة أحزاب وميليشيات المحور الإيراني للأكثرية النيابية، فكان أن تعطلت عملية تشكيل الحكومة العراقية الجديدة منذ بضعة اشهر، وحصل الفراغ المعهود في رئاسة الجمهورية، كما عرفناه في لبنان، بعد إنتهاء ولاية الرئيس العراقي برهم صالح؟
الأسابيع القليلة المقبلة ستحدد إتجاهات الرياح العاتية التي ستهب على لبنان في عز موسم الصيف!