بيروت - لبنان

اخر الأخبار

29 أيلول 2017 12:18ص في ديوان: الحاكم!

حجم الخط

بساطة مكتبه، وابتعاده عن مظاهر الفخفخة الفارغة المتفشية في الإدارات الرسمية الأخرى، لا توحي بأنه يحكم أكبر وأهم مؤسسة مالية في البلد.
الساعة في مكتب السكرتيرة تُستخدم لتحديد مواعيد الزوار، وليس لضبط الدوام، لأن ساعات العمل التي تمتد إلى المساء تتجاوز كل سقوف الدوام، قبل السلسلة وبعدها!
كلما اقتربت من الجناح الهادئ، تشعر برهبة الصمت الذي يعتبر هنا أهم من كثرة الكلام، عملاً بالقاعدة الشهيرة: إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب!
الشارع يغلي في الخارج، الاعتصامات تنتقل بين المقرات الرسمية، الصرخات والشعارات تجسّد غضب الناس على الطبقة السياسية، وهنا كل شيء يسير بمقدار، حيث الأرقام تحسم السجالات، والتمسّك بالحكمة يبقى أقوى من الانفعالات.
لا ضرورة للعنتريات، ولا للمزايدات، فالوضع الاقتصادي الدقيق في البلد لا يتحمل عرض العضلات، وإيهام الناس بالبطولات، ويبقى الأهم البحث المستمر عن العلاجات، والتوصل إلى ما يناسب من وصفات.
الوضع النقدي خط أحمر. والحفاظ على استقرار سعر الليرة مهمة وطنية بامتياز، غير قابلة للمساومة أو النقاش، لأن المسألة تتعلق بالأمن الاجتماعي للبنانيين، وتمس لقمة عيشهم اليومي.
تأمين موارد التمويل للسلسلة ضرورة لا غنى عنها، تفادياً لمضاعفات تطيح بأهداف السلسلة ومكاسبها بالنسبة للمستفيدين منها، ونموذج اليونان ما زال ماثلاً للأذهان، حيث وقعت الدولة في دوّامة الإفلاس، واضطرت إلى تخفيض الرواتب بنسب وصل بعضها إلى ستين بالمائة من قيمة الرواتب.
الثقة بالأداء وأهمية الإنجاز تجاوزت المحيط المحلي وحضرت بقوة في المحافل الدولية، خاصة في المؤسسات المالية الأميركية، التي تراقب عن كثب العمليات المالية والنقدية في لبنان، حيث نجح في تدوير العديد من زوايا العقوبات قبل إقرارها رسمياً.
إنها انطباعات من لقاء مع رياض سلامة.. الحاكم!