بيروت - لبنان

اخر الأخبار

4 أيار 2019 12:04ص زينة الأعياد تُميّز بين أبناء العاصمة...!

حجم الخط
حالة الغضب السائدة في الأوساط البيروتية بسبب غياب الزينة الرمضانية عن معظم شوارع العاصمة، وهزالة ما ظهر منها في عدد محدود من المناطق، تستوجب معالجة سريعة من نواب بيروت أولاً، ومن رئيس البلدية أساساً، تفادياً لتعزيز مشاعر الإحباط والغبن التي تلف الأكثرية من البيارتة هذه الأيام.

المواقع الألكترونية البيروتية، ومئات من المواقع الفردية الأخرى، تشتعل منذ بضعة أيام بشتى أنواع التساؤلات والاتهامات ضد المسؤولين في البلدية ونواب العاصمة، لتقصيرهم الفادح في إعداد الأجواء المناسبة في شوارع العاصمة لاستقبال شهر رمضان المبارك، وذلك كما جرت العادة، على مدى عقود من الزمن، حيث كانت الشوارع تزدان بأبهى الحلل، وتسطع الأضواء في الطرقات وحول المساجد، وتسير مواكب موسيقى الكشافة محاطة بآليات رجال الإطفاء والشرطة البلدية، إلى آخر مظاهر الترحيب بالشهر الفضيل.

التساؤلات والاتهامات محورها عقد المليون دولار الذي عقدته بلدية بيروت مع شركة «Beats» لتزيين شوارع العاصمة وساحاتها في الأعياد الوطنية والمناسبات الدينية، وظهرت أولى خطوات المشروع في عيدي الميلاد ورأس السنة، عبر الزينة الباذخة التي ارتفعت في العديد من ساحات وشوارع العاصمة. ولكن مثل هذه المظاهر اختفت تماماً في عيد المولد النبوي الشريف، وتم استلحاق هذا الغياب في اللحظة الأخيرة بيافطات أُعدّت على عجل للتخفيف من نقمة البيارتة إزاء هذا التقصير المفضوح، وما عكسه من تمييز كريه في مستوى التعامل مع الأعياد والمناسبات الدينية!

لقد جرت العادة، أيام الازدهار التجاري والبحبوحة المالية، أن تقوم جمعيات التجار في الأسواق الرئيسية في بيروت، ومن دون انتظار البلدية أو تكليفها قرشاً واحداً، بتزيين شوارعهم في أعياد الميلاد ورأس السنة والفطر والأضحى، حيث تكون الزينة واحدة في معظم الأعياد، مع مراعاة بعض الإيحاءات المتلائمة مع كل مناسبة.

ما يجري اليوم في شوارع العاصمة يُشيع مناخات التمييز بين أبناء المدينة الواحدة، الذين طالما حرصوا على نسيجهم الوطني الواحد، وحاربوا كل أشكال الاستغلال والتمييز الطائفي، ودافعوا عن المناصفة في المقاعد البلدية تكريساً لمبدأ المساواة في المواطنية بين مكوّنات المجتمع البيروتي.