بيروت - لبنان

اخر الأخبار

6 أيلول 2019 12:08ص سِجَال العثمانيِّين: إجتهاد في غير محله..؟

حجم الخط
هذا السجال المحتدم حول المرحلة العثمانية في لبنان لا جدوى منه، بل لا مبرر له، لأن السلطنة العثمانية أصبحت في ذمة التاريخ، بكل إنجازاتها وأخطائها، ولا مجال للخوض في محاكمتها على بعض الممارسات في هذه المنطقة أو تلك.

ولكن ثمة علامة استفهام تطرح نفسها بقوة، حول أسباب عودة خطاب رئيس الجمهورية في مناسبة المئوية الأولى لقيام دولة لبنان الكبير إلى السنوات التي سبقت عام 1920، طالما أن الخطاب كان بمثابة إطلاق الاحتفالات الرسمية في هذه الذكرى الوطنية؟

إن سنوات التعسف والظلم والاعدامات خلال حكم جمال السفاح لسوريا ولبنان بين عامي 1914 و1916، لا تمت بصلة إلى تاريخ الإعلان الفرنسي عن ولادة دولة لبنان الكبير، ولا علاقة لها بالتطورات المتلاحقة في المنطقة، اثر سقوط الامبراطورية العثمانية بعد خسارتها مع حلفائها الحرب العالمية الأولى.

مئوية الدولة اللبنانية تبدأ عام 1920، فما الحكمة من الحديث عن سنوات ما قبلها، والتي شهدت أصلاً بداية انهيار الدولة العثمانية، وتراجع نفوذها على مناطق الأطراف، بما فيها لبنان وسوريا، حيث تحوّلت السلطة إلى القادة العسكريين بين هذه المناطق، كما حصل مع جمال باشا الذي علّق المشانق في ساحتي الشهداء في بيروت ودمشق، وأعدم نخبة من المثقفين والمفكرين والاعلاميين الذين طالبوا بالاستقلال عن اسطنبول.

لقد اخرجت السجالات المسمومة بالجراثيم الطائفية هذه المناسبة من طابعها الوطني، وأثارت غبار الحقد والكراهية بين بعض اللبنانيين، وأدت إلى تزكية الحساسيات والنعرات الطائفية بين اللبنانيين.

فهل كان هذا المقصود مما ورد في الخطاب الرئاسي أم أن المسألة لا تعدو اجتهاداً في غير محله من كاتب الخطاب؟