بيروت - لبنان

اخر الأخبار

17 تشرين الثاني 2018 12:36ص سلطة عاجزة ودولة عارية...!

حجم الخط
لماذا يتحول موسم الأمطار، أيام الخير والحياة، إلى مسلسل أزمات على الطرقات، تطوق اللبنانيين بالفوضى والزحمة لدرجة الإختناق؟
وهل يجوز أن يتحول عيد الإستقلال والعرض العسكري إلى ما يشبه الكابوس الذي يطبق على حياة اللبنانيين، الذين يكنون كل التقدير والإحترام للجيش الوطني؟
ما جرى أمس على الأوتوستراد الشرقي، وعلى طرقات العاصمة، خاصة في الرملة البيضاء، هو بمستوى الفضائح المجلجلة التي تدين الطبقة الحاكمة، وتكشف إهمالها وعجزها الدائمين عن تحمل مسؤولياتها، والقيام بما تمليه واجبات الحكام تجاه مواطنيهم!
 ليس مبرراً حبس عشرات الآلاف من المواطنين في سياراتهم لساعات قبل ظهر أمس، بسبب إقفال المداخل الشرقية للعاصمة لإجراء تجربة للعرض العسكري، الذي سيجري صبيحة عيد الإستقلال . المفارقة أن هذه المشكلة تتكرر في مثل هذه الأيام كل سنة، دون أن يكلف المسؤولون المعنيون أنفسهم عناء إتخاذ التدابير اللازمة لتجنب الوقوع بمثل هذه المأساة كل عام، أو على الأقل إعلام المواطنين سلفاً بتغيير مسالك السير بما يسهل وصولهم إلى أعمالهم، دون الوقوع في أزمات مثل هذه الإزدحامات الخانقة، والتي بلغت ذروتها في مداهمة ساعة الولادة إحدى السيدات العالقة على الطرقات المقفلة بمئات السيارات، والتي كادت أن تضع مولودها في السيارة، لولا همة أحد رجال السير بفتح مسلك لسيارة الحامل ساعد على وصولها إلى المستشفى في اللحظة المناسبة!
 أما ما جرى في الرملة البيضاء، وفي جادة الرئيس الشهيد رفيق الحريري بالذات، فهو فضيحة من نوع آخر، حيث تبين أن «أحدهم» أقدم على صب الباطون على مخارج مجارير الصرف الصحي التى تصب في البحر، دون رقيب أو حسيب، مما أدى إلى تحويل طريق الرملة البيضاء إلى مستنقعات للمياه الآسنة لساعات سوداء قبل أن تصل النجدة البلدية وتكتشف التعدي السافر والإجرامي على البنية التحتية، والسلامة البيئية!
 لم تعد مسألة سلطة فاسدة وعاجزة وحسب، بل أصبحنا نعيش في دولة عارية من أبسط القدرات الضرورية للسلطة!