بيروت - لبنان

اخر الأخبار

24 كانون الأول 2020 07:42ص سنة نحس وساسة فاسدون

حجم الخط
فشل لقاء بعبدا الرابع عشر في تحقيق التوافق بين الرئيسين على تظهير الحكومة العتيدة قبل الميلاد، لم يكن مفاجئاً للبنانيين، الذين إعتادوا على خيبات آمالهم من المنظومة السياسية الفاسدة والفاشلة.

 أجواء التفاؤل التي حاول الرئيس المكلف إشاعتها أول أمس من قصر بعبدا بالذات، سرعان ما تبخرت وتم إجهاض تباشيرها في التسريبات المتوالية من قصر بعبدا، بُعيْد ساعات قليلة من خروج الحريري من بعبدا، متأملاً إنجاز حكومته بعد الإجتماع الذي تقرر إنعقاده بعد ظهر أمس الأربعاء..، ولكن رياح بعبدا جرت بغير ما يشتهي الرئيس المتفائل.

 ولكن كلام الحريري بعد إجتماعه مع عون أمس، وضع النقاط فوق حروف الأزمة بشكل مُرمّز وغير مباشر، إن لجهة إستمرار الخلافات حول حقيبتي الداخلية والعدل، أو لجهة غياب الثقة بين الأطراف المعنية في التشكيلة الحكومية، وخاصة بين «المستقبل» والتيار الوطني الحر، الذي ما زال رئيسه يحاول تحميل البلد كله، تداعيات العقوبات الأميركية التي فُرضت عليه مؤخراً، ولو أدى ذلك إلى خراب لبنان، وإنهيار الجمهورية برمتها.

 ثمة معلومات متقاطعة بين أكثر من مصدر مطلع تستبعد ولادة الحكومة العتيدة قبل شهرين على الأقل، على خلفية التعقيدات المحيطة بالصراعات الأقليمية الدولية في المنطقة،من جهة، وريثما يتضح مسار الإدارة الأميركية الجديدة في التعاطي مع أزمات الإقليم، من جهة ثانية.

 ويبدو أن لبنان أصبح أسير هذه المعادلة، بعد فشل سياسيّيه في التوافق على حكومة « الحد الأدنى»، تعمل على وقف الإنهيارات في مختلف القطاعات الإقتصادية والمعيشية، وتُنقذ ما تبقى من سمعة لبنان الدولية.

 من فشل إلى فشل، ومن إنهيار إلى آخر، يودع الوطن المنكوب سنة «النحس» التي لازمته طوال عام ٢٠٢٠ ، وشهد خلالها اللبنانيون أسوأ الكوارث، والتي بلغت ذروتها في إنفجار المرفأ الزلزالي.

 ولكن متى ستزيح هذه الطبقة السياسية الفاشلة والفاسدة عن صدر اللبنانيين؟